في اليوم 212 من العدوان الإسرائيلي على غزة أعلنت إسرائيل إغلاق مكاتب الجزيرة في إسرائيل في قرار قوبل بانتقادات دولية واسعة، وتزامن ذلك مع تعثر مفاوضات القاهرة للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين.
ميدانيا، خاضت المقاومة الفلسطينية اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مواقع مختلفة بقطاع غزة، واعترف جيش الاحتلال بإصابة عدد من جنوده في هجوم وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بالخطير.
إغلاق مكاتب الجزيرة
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمرير قرار إغلاق مكاتب الجزيرة في إسرائيل بالإجماع في مجلس الوزراء، وأعلنت وزارة الاتصالات الإسرائيلية مداهمة مكاتب القناة بدعم من الشرطة ومصادرة معداتها.
ووصفت شبكة الجزيرة قرار الحكومة الإٍسرائيلية بالخطوة الممعنة في التضليل والافتراء، وقالت في بيان إن “قمع إسرائيل للصحافة الحرة للتستر على جرائمها بقتل الصحفيين واعتقالهم لم يثننا عن أداء واجبنا”، مذكّرة بأن أكثر من 140 صحفيا فلسطينيا استشهدوا في سبيل الحقيقة منذ بداية الحرب على غزة.
وأثار القرار الإسرائيلي موجة انتقادات واسعة، وسط تأكيد على أن القرار يهدف لإسكات الجزيرة بسبب تغطيتها للحرب على غزة.
وعبرت جهات دولية وعربية عن إدانتها للقرار الإسرائيلي وأكدت أنه ينم عن رقابة غير مقبولة في حق آخر المنابر الإعلامية التي يمكنها نقل الأحداث بغزة، واعتبرت أن القرار يجب أن يكون مدعاة لقلق جميع أنصار الصحافة الحرة.
مفاوضات القاهرة
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مغادرة وفد الحركة القاهرة اليوم الأحد بعد تسليم الوسطاء من قطر ومصر ردا على مقترح اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وغادر وفد الحركة القاهرة بعد يومين من المحادثات، وقالت قناة “القاهرة الإخبارية” القريبة من الاستخبارات المصرية إن وفد حماس غادر للتشاور على أن يعود الثلاثاء لاستكمال المفاوضات.
من جانبه، توجه مدير وكالة المخابرات الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز إلى الدوحة للاجتماع مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.
ونقلت رويترز عن مسؤول وصفته بالمطلع على محادثات الوساطة بشأن الحرب في غزة، أن زيارة بيرنز إلى الدوحة تهدف لممارسة أقصى قدر من الضغط على حماس وإسرائيل لمواصلة المفاوضات.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قال الأحد إن المقاومة حريصة على التوصل لاتفاق شامل ينهي الحرب على قطاع غزة، في المقابل وصف نتنياهو إنهاء الحرب بالهزيمة الكارثية والإذعان لمطالب حماس.
قطر تتمسك بدورها
قالت مصادر دبلوماسية للجزيرة نت إن قطر شددت على أنها لن تقبل أن تتحول لأداة ضغط على أي طرف، وأنها تلتزم في الوساطة الحالية بين حركة حماس وإسرائيل بالحفاظ على دورها كوسيط نزيه.
وأشارت المصادر إلى أن قطر أكدت أنها لا تفرض نفسها على الأطراف المتنازعة، ولا يمكن لها أن تتولى أي وساطة إلا إذا طلبت منها الأطراف ذلك، بما فيها الوساطة الحالية بين حماس وإسرائيل، مضيفة أنها لا تسمح بأي إملاءات من أي طرف يؤثر في نزاهة دورها.
وأضافت المصادر الدبلوماسية أن الوساطة القطرية أزعجت بعض الأطراف التي عملت على انتقادها والهجوم عليها في سبيل الضغط عليها لتتحول من وسيط نزيه موثوق إلى أداة ضغط على طرف، وهو ما لم تعهده قطر في الوساطات السابقة التي نجحت في التوسط فيها بأكثر من ملف دولي وإقليمي على مدى السنوات الماضية، بما فيها الملف الفلسطيني.
وكان رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قال إن الدوحة بصدد تقييم دور وساطتها الحالية، مؤكدا أن قطر رأت أن هناك إساءة استخدام لهذه الوساطة لمصالح سياسية ضيقة، على حد تعبيره.
معارك واستهداف لجيش الاحتلال
خاضت المقاومة الفلسطينية اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأحياء الغربية والجنوبية الغربية لمدينة غزة، وقالت كتائب القسام إنها قصفت بالاشتراك مع سرايا القدس قوات الاحتلال المتموضعة في محور “نتساريم”، الذي يفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه، بصواريخ الـ”107” القصيرة المدى.
وتكبد جيش الاحتلال خسائر في هجوم وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بالخطير بعد ظهر اليوم، حيث قصفت المقاومة الفلسطينية حشودا لقوات الاحتلال في موقع كرم أبو سالم ومحيطه في غلاف غزة الجنوبي. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بمقتل 3 جنود في الحادث.
من جانب آخر، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن قوات الاحتلال ارتكبت 3 مجازر في القطاع راح ضحيتها 29 شهيدا و110 مصابين، ليرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و683 شهيدا و78 ألفا و18 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال مراسل الجزيرة إن 18 شهيدا سقطوا في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ صباح الأحد، وأفاد بسقوط 6 شهداء بينهم 3 أطفال وإصابة عدد آخر بجروح بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في رفح.
كما أفاد المراسل بسقوط شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على مدرسة للأونروا تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
الضفة الغربية وجنوب لبنان
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة مدن وبلدات في الضفة الغربية المحتلة، واعتقلت 25 فلسطينيا في مناطق متفرقة، في حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء بالضفة إلى 496 منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتركزت الاقتحامات الإسرائيلية في بلدات بيتا وبيت فوريك والحَـيَّـيْن الشرقي والغربي من مدينة نابلس، كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيرزيت وقرى دير غسانة وبيت ريما شمالي مدينة رام الله وبلدة بيت أُمَّر وحارة الشيخ في مدينة الخليل.
وفي جبهة جنوب لبنان، أعلن الدفاع المدني اللبناني مقتل 4 مدنيين في غارة إسرائيلية على بلدة ميس الجبل، وأكد حزب الله شن 4 هجمات على مواقع إسرائيلية، وإطلاق رشقات صاروخية اتجاه كريات شمونة والجليل والجولان.
حراك الجامعات يتمدد
تواصلت الاحتجاجات الرافضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في العديد من الجامعات الأميركية، وتمددت لتشمل جامعات في كندا وبريطانيا وأسكتلندا وأيرلندا.
وطلبت إدارة جامعة جنوب كاليفورنيا من المحتجين إخلاء مخيمهم الاعتصامي، وقال مراسل الجزيرة إن الشرطة الأميركية فضت اعتصاما في جامعة فرجينيا.
في الأثناء، يواصل الطلاب المحتجون بجامعتي هارفارد وماساشوستس اعتصاماتهم المفتوحة، ورفض الطلاب الضغوط والتهديدات الرامية لفض اعتصاماتهم.
وفي كندا، تظاهر مئات الطلاب في جامعة تورنتو للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وأفاد مراسل الجزيرة في إنجلترا بأن طلبة جامعة مانشستر أكدوا على الاستمرار في اعتصامهم لمطالبة الجامعة بقطع علاقاتها مع إسرائيل.
وقال مراسل الجزيرة إن الطلاب المحتجين على الحرب الإسرائيلية على غزة أقاموا مخيما في الساحة الرئيسية لحرم جامعة إدنبره بأسكتلندا.
وفي أيرلندا، قال رئيس اتحاد طلاب جامعة ترينيتي في العاصمة دبلن إن الاعتصام المندد بالحرب الإسرائيلية على غزة سيستمر حتى تلبية مطالب الطلاب الداعية لوقف الحرب.