قالت دار الإفتاء المصرية، إن احترام خصوصيات الآخرين واجبٌ شرعيٌّ وأخلاقيٌّ؛ ولذا حَرَّم الإسلام السخرية واللمز.
احترام خصوصيات الآخرين
واستشهدت دار الإفتاء في إجابتها على حكم التدخل في خصوصيات الناس، بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11]، وقال عز وجل: {وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190].
كما قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: «أَثْقَلُ شَيْءٍ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيَّ» (أخرجه البخاري في الأدب المفرد)، وقال النبي صلي الله عليه وآله وسلم: «مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ» (رواه الترمذي)؛ فالاعتداء والإيذاء للغير -ولو بكلمةٍ أو نظرةٍ- مذمومٌ شرعًا.
إفشاء أسرار الناس
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول “ما حكم إفشاء بيانات الآخرين الخاصة على مواقع التواصل؟
وأجابت دار الإفتاء على السؤال، بأنه لا يجوز إفشاء بيانات وأسرار الآخرين الخاصة بهم مما يكرهون أن يَطَّلع عليها غيرهم؛ سواء على شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية أو غيرهما؛ وذلك لأنَّ خصوصية الإنسان لا يحل لأحدٍ التعدي عليها؛ وقد جاءت النصوص الشرعية بأَنَّ مجالس الناس الخاصة أمانات يَحْرُم إفشاء ما كان فيها إذا عُلم أَنَّ ذلك مما يكره أصحابها إفشاءه؛ فلا يَحِلُّ للمُطَّلِع على الخصوصيات إفشاؤها ما دام أنه لم يُؤذَن له.
كما أن إفشاء أسرار الناس بإظهار بياناتهم التي يكرهون أن يَطَّلع عليه أحد أمرٌ يُسبِّب له الأذى والضرر، وإيذاءُ الناس مذمومٌ في الشرع وقد وَرَد المنع والتحذير منه؛ قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58].