أفاد مقال في موقع “ديلي بيست” الإخباري أن أكثر من مليون فلسطيني يتابعون بفزع الأخبار التي تتحدث عن اجتياح إسرائيلي وشيك لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، ويتطلعون لإخراج عائلاتهم بطريقة أو بأخرى قبل سماع هدير الدبابات وهي تدخل إلى المنطقة.
وكتبت المحامية المتخصصة في الدفاع عن حقوق الإنسان، هنادي صلاح، في مقالها بالموقع الأميركي، عن تجربتها بصفتها شاهدة على الأحداث التي تعصف بالقطاع الفلسطيني.
وقالت إنها كانت تعتقد، مثل كثيرين غيرها، في بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الماضي وما صاحب ذلك من فوضى، أن الصراع لن يستهدف سوى مخابئ وأحياء محددة، ولكن سرعان ما اتضحت الحقيقة وهي أن الاجتياح لم يكن سوى حرب على كل أوجه الحياة في القطاع.
وروت كيف أنها وجدت نفسها مشردة ومجرّدة من كل ما تملكه من مسكن ووظيفة وحتى من ضروريات الحياة مثل الطعام والملابس والماء والدواء. وأضافت أن سكان غزة -أغنياؤهم وفقراؤهم، أقوياؤهم وضعفاؤهم- باتوا جميعهم معرضين للهجمات الوحشية الإسرائيلية.
تهجير
وقالت إنها وعائلتها لجؤوا، في الهجوم الأول، إلى المركز الثقافي المسيحي الأرثوذكسي في مدينة غزة. ولكن مع وطأة القصف الإسرائيلي المتواصل، هربوا إلى جنوب القطاع قبل يومين فقط من تدمير المركز.
وأضافت أنها تمكنت بعد ذلك من الفرار عبر الحدود، إلا أنها كانت تشعر بالذنب يثقل كاهلها تجاه من بقوا في غزة وهم يصارعون الموت يوميا، لكن شقيقها ماهر (31 عاما) لا يزال محاصرا في رفح، حيث طلب منهم الإسرائيليون جميعا البحث عن ملاذ قبل اقتحام المدينة.
وعلى الرغم من أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان قد حث إسرائيل على عدم اجتياح رفح، التي تُعد “ملاذ” فلسطينيي غزة الأخير، إلا أن تقارير -تصفها هنادي بغير المؤكدة- كشفت مؤخرا أن معارضة واشنطن لم تكن سوى ورقة مساومة لمنع رئيس الوزراء الإسرائيلي من شن هجوم عسكري شامل على إيران.
ونقلت المحامية عن شقيقها ماهر القول “لا يزال سكان رفح في ذهول بعد الأنباء الواردة عن موافقة الولايات المتحدة على العمليات الإسرائيلية في رفح مقابل صرف النظر عن الرد على الهجوم العسكري الإيراني على إسرائيل” في 13 أبريل/نيسان المنصرم.
صدمة ومخاوف
وتابع: “الناس في حالة صدمة، كل الأحاديث في الأسواق والشوارع تدور حول المكان الذي سيلجؤون إليه في حال بدأت العملية في رفح”.
وذكرت هنادي أن الرعب يسود رفح المدينة التي أُجبر أكثر من مليون شخص إلى النزوح إليها ليتضاعف عدد سكانها 10 مرات.
وكشفت أن السبيل الوحيد للخروج من غزة بالنسبة لمعظم الناس هو أن يدفعوا أموالا لشركة مصرية لتنسيق مرورهم عبر معبر رفح، مضيفة أن الثمن الذي يجب دفعه قد ارتفع مع استمرار تفاقم الأزمة.
يقول أحمد قشطة (40 عاما)، وهو مزارع وأب لخمسة أطفال إن الإسرائيليين ربما سيغلقون المعبر الوحيد المتاح للسفر، وهو معبر رفح، مشيرا إلى أن المرء يُضطر للانتظار 20 يوما تقريبا لكي يحصل على الموافقة المصرية.
وتساءل: “هل ستكون هذه المدة كافية للهروب قبل الاجتياح؟ أم أن المغامرة بمبلغ 5 ألف دولار المطلوب للحصول على هذا التصريح محفوفة بالمخاطر؟”.
وتنقل هنادي عن الباحث الفلسطيني في مجال حقوق الإنسان، مصطفى إبراهيم قوله إن كارثة على وشك الحدوث في رفح “لأنه لن يكون هناك سبيل لدخول المساعدات الشحيحة أصلا” إلى المدينة.