أعلن الجيش السوداني استعادة قاعدة جوية في الخرطوم بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع، في حين أكدت نقابة أطباء السودان توقف عدد كبير من المستشفيات تقع في نطاق الاشتباكات.
وقال مصدر عسكري للجزيرة إن الجيش استعاد قاعدة “النُجُومِي” الجوية في جبل أولياء جنوب الخرطوم، مشيرا إلى أن القاعدة دخلت الخدمة فور استعادتها من الدعم السريع.
كما أشار المصدر إلى أن القاعدة كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ بداية الأحداث في 15 أبريل/نيسان الماضي وتمت استعادتها بعد معارك وصفها بالعنيفة داخل القاعدة الجوية.
وكان القتال تصاعد أمس الأحد في مناطق عدة بالخرطوم بعد يوم من انتهاء هدنة توسطت فيها السعودية والولايات المتحدة، وكان يفترض أن تستغرق 5 أيام.
وأفاد مراسل الجزيرة بسماع أصوات أسلحة ثقيلة في شارع الغابة والمنطقة الصناعية والحلة الجديدة بالخرطوم، إضافة إلى دوي انفجارات متتالية في جنوب أم درمان.
وخلال معارك أمس، قصت طائرات حربية سودانية تجمعات لقوات الدعم السريع بمنطقة الجريف شرقي الخرطوم.
وفي غرب البلاد، أفات أنباء بأن اشتباكات عنيفة وقعت أمس في مدينة كتم بولاية شمال دارفور مما أسفر عن مقتل نحو 40 شخصا، بحسب ناشطين.
وقد أعلن حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي الإقليم منطقة منكوبة، قائلا إنه بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وتسبب الصراع المستمر منذ 7 أسابيع في مقتل المئات وإصابة الآلاف من المدنيين، بالإضافة لنزوح ما يقرب من 1.2 مليون شخص داخل البلاد، وفرار 400 ألف آخرين إلى البلدان المجاورة.
التداعيات الإنسانية
وفي الجانب الإنساني، أكدت لجنة نقابة أطباء السودان أن أكثر من 60 مستشفى تقع في مناطق الاشتباكات أصبحت خارج الخدمة بشكل كامل، بسبب الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وورد في بيان نشرته النقابة في صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك أنه من أصل 89 مستشفى في الخرطوم والولايات يوجد 59 مستشفى متوقفا عن الخدمة و30 مستشفى يعمل بشكل كامل أو جزئي، وهي مهددة بالإغلاق أيضا نتيجة لنقص الكوادر الطبية والإمدادات الطبية والماء والكهرباء.
وقالت نقابة أطباء السودان إن 17 مستشفى تم قصفها و21 تعرضت للإخلاء القسري منذ اندلاع القتال منتصف أبريل/نيسان الماضي، مشيرا إلى تعرض 11 عربة إسعاف للاعتداء من قوات عسكرية.
وأضاف البيان أن جميع المرافق الصحية في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور لا تزال خارج الخدمة بعد أن تم الاعتداء عليها ونهبها.
وبالتزامن، نشرت نقابة أطباء السودان قائمة تضم أسماء 19 من الأطباء وأفراد الطواقم الطبية وطلاب الطب الذي قتلوا جراء الاشتباكات.
تصريحات لحميدتي
على صعيد آخر، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) إنه أجرى أمس اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بحثا فيه مجمل الأوضاع بالسودان في ظل الجهود المبذولة من الوساطة السعودية الأميركية.
وقال حميدتي عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك إنه أكد لوزير الخارجية السعودي دعمه محادثات جدة والتزامه الكامل بإعلان حماية المدنيين ومواصلة العمل على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
كما أعلن القائد العسكري السوداني ترحيبه بالبيان المشترك الذي أصدرته السعودية والولايات المتحدة أمس بشأن جهود الوساطة.
ولم يصدر عن الخارجية السعودية بيان بشأن الاتصال الذي أوردته صفحة حميدتي على فيسبوك.
وفي بيان نشر أمس، دعت السعودية والولايات المتحدة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى التوصل إلى اتفاق جديد على وقف إطلاق نار وتنفيذه بشكل فعال بهدف بناء وقف دائم للعمليات العسكرية.
وقال بيان للخارجية السعودية إن الرياض وواشنطن حريصتان على استئناف المحادثات السودانية التي انطلقت أواخر الشهر الماضي في مدينة جدة قبل أن تُعلق.