في ضوء الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية من أجل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، برز عزوف الأجيال الجديدة في الولايات المتحدة عن متابعة وسائل الإعلام الغربية الكبرى، وتشكيكهم في أمانة نقلها لحقيقة ما يجري.
وتتبعت صحيفة نيويورك تايمز هذا الاتجاه لدى الطلاب المحتجين الذين أقاموا اعتصامات في عشرات الجامعات الأميركية الآونة الأخيرة، لإلقاء الضوء على مآخذهم على الإعلام الغربي، وإقبالهم في الوقت نفسه على شبكة الجزيرة التي باتت مصدر معلوماتهم الرئيسي بشأن الحرب على غزة.
يقول نيك ويلسون الطالب في جامعة كورنيل “الجزيرة هي الموقع الذي أقصده للحصول على رواية موثوقة”.
وتوضح الصحيفة أن الطلاب المحتجين أعربوا عن استيائهم من تغطية الإعلام الأميركي التقليدي للحرب، بما في ذلك نيويورك تايمز نفسها، وشبكة “سي إن إن” و”أتلانتيك” وغيرها.
انتقاد للشبكات الأميركية
وأوضحت أنه رغم التغطية الواسعة للحرب من قبل هذه الشبكات، فإن الطلاب يرون أنها لا تحمّل إسرائيل المسؤولية -بالدرجة الكافية- عن مقتل الفلسطينيين ولا تتحقق من صحة ما يقوله المسؤولون الإسرائيليون، كما أن تغطيتها لاحتجاجات الطلاب ركزت أكثر مما ينبغي على معاداة السامية في الجامعات بدلا من الإسلاموفوبيا.
يقول كاميرون جونز الطالب في جامعة كولومبيا في نيويورك، التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات “هناك قدر لا بأس به من التضليل الذي يبثه لنا الإعلام التقليدي، وانحياز واضح عند تناول قضية فلسطين”.
ومع إقبال الطلاب على وسائل إعلام بديلة -وفقا لنيويورك تايمز- برزت الجزيرة الإنجليزية خيارا مفضلا للطلاب على منصات التواصل الاجتماعي، ولديها حاليا 1.9 مليون متابع على “تيك توك” ارتفاعا من 750 ألفا بداية الحرب، كما يتابعها 4.6 ملايين على إنستغرام.
وقال بن توف الأستاذ المساعد للصحافة في جامعة مينيسوتا إن الجزيرة تلبي حاجة الشبان الأميركيين في الحصول على زاوية أخرى للأحداث بدلا مما يقدمه الإعلام الأميركي.
مكانة خاصة للجزيرة
وتشير الصحيفة إلى أن إغلاق إسرائيل مكاتب الجزيرة في الآونة الأخيرة قد عزز مكانة الشبكة في نفوس الطلاب الأميركيين المحتجين.
وأغلقت حكومة بنيامين نتنياهو مكاتب الجزيرة في الخامس من مايو/أيار الجاري، وهو قرار لقي إدانة واسعة من الاتحادات الدولية للصحافة ومنظمات حقوق الإنسان باعتباره اعتداء على حرية الصحافة ومحاولة لإسكات الجزيرة بسبب تغطيتها للحرب.
وقال ماثيو فيكرز الطالب بكلية أوكسيدنتال في لوس أنجلوس إن هذا “يظهر إلى أي مدى تخشى إسرائيل تغطية الجزيرة وتحقيقاتها”.