في إطار حرص الدولة المصرية على نشر الوعي المستنير لجميع شرائح المجتمع، أصدرت كل من وزارة الأوقاف ووزارة الثقافة سلسلة “رؤية” للنشء، وقد صدر حديثًا من هذه السلسلة كتاب: ” النباتات في القرآن الكريم”، من إعداد الكاتبة نجلاء علام ، والإخراج الفني إيمان حامد، والرسوم للفنان أحمد جعيصة.
وقدم الكتاب محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بمقدمة جاء فيها:
كانت الزراعة ولا تزال أحد أهم الأعمدة التي تبنى عليها الحضارات، فحديث القرآن الكريم عن الزروع والثمار حديث عظيم، ينبئ عن اهتمامه بالزراعة والفلاحة وما يخرج من ثمرات الأرض، وبيان أنها نعمة من أعظم نعم الله (عز وجل) على عباده، حتى أن القرآن الكريم أطلق على ما تنبته الأرض من أعناب ونخيل وزروع وثمار كلمة (جنة) أو (جنات) في مواضع عديدة، فهي جنة الدنيا أو جناتها، يقول الحق سبحانه وتعالى: “وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ” (الأنعام: 99).
ويقول سبحانه: “وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ” (الرعد: 4)، فقد عدَّ الحق سبحانه وتعالى اخضرار الأرض نعمة من عظيم نعمه تقتضي المحافظة عليها، كما لفت أنظارنا إلى ضرورة التأمل في خلقه، حيث المتجاور من الزرع في التربة الواحدة والمشترك معه في السقي ترى هذا حلوا وهذا حامضًا، التربة واحدة، والماء واحد، والمذاق شيء آخر يسقى بماء واحد وتختلف لونًا وطعمًا وحجمًا، سبحانه الخلاق العليم.
وفي هذا الكتاب تقدم الكاتبة نجلاء علام حديثًا قصصيًا شيقًا عن بعض النباتات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، مما يجعل الكتاب إضافة حقيقية إلى مكتبة الطفل.