قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إن حدة القتال حاليا في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة تعني العودة للمربع الأول من الاجتياح البري الإسرائيلي.
وأوضح الفلاحي -خلال تحليله لمجريات الأوضاع العسكرية في غزة- أن هذه المعارك تؤكد أن المقاومة الفلسطينية استعادت قوتها في مناطق الشمال بشكل كبير بعد انسحاب قوات الاحتلال.
وأشار إلى أن انسحاب الاحتلال أعطى فصائل المقاومة أريحية كبيرة في العودة لتلك المناطق وبناء مسرح عمليات متكامل، مستدلا بعمليات الاستنزاف النوعية التي جرت على مدار الأسبوعين الماضيين.
ولفت العقيد الفلاحي إلى أن المواجهات تحتدم على كافة محاور جباليا رغم محاولة الاحتلال تشتيت فصائل المقاومة بفتح محاور توغل جديدة.
ونبه إلى أن المعركة الحالية تؤكد أن فصائل المقاومة تمتلك ما لا يملكه الجيش الإسرائيلي الذي سحب لواء غفعاتي من رفح جنوبا، وقد يدفع به إلى جباليا في قادم الأيام.
ووفق الخبير العسكري، لا تزال المعارك مشتعلة وقد يدفع جيش الاحتلال بتعزيزات إضافية، مشيرا إلى ما لحق بقوات إسرائيلية في مخيم جباليا من خسائر بشرية بعدما استدرجتها كتائب القسام إلى أحد الأنفاق وأوقعتها بين قتيل وأسير.
وأوضح أن جيش الاحتلال لطالما روج لـ”الضغط العسكري” لاستعادة أسراه وإنهاء حكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وزعم سابقا أنه تم تدمير 18 كتيبة تابعة للجناح العسكري لحماس من أصل 24.
وخلص الفلاحي إلى أن المعارك تؤكد فشل الاحتلال ليس على المستوى الإستراتيجي والعملياتي فحسب بل تكتيكيا عندما تم أسر وجرح وقتل -أمس السبت- قوة إسرائيلية في أحد أنفاق جباليا.
وأضاف “عندما تأتي لتحرير أسرى وتجدها جثثا هامدة وتعطي خسائر أضعافا مضاعفة، فهذا يؤكد أن الاحتلال فشل بالتعامل مع هذه القضية”.
وتابع الخبير الإستراتيجي قائلا “الرواية الإسرائيلية التي يحاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تمريرها مغلوطة، كما أن النصر المطلق لا أساس له”.