دعا البيت الأبيض إسرائيل إلى اتخاذ الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين الفلسطينيين، وذلك بعد يوم من المجزرة التي استهدفت نازحين في رفح بجنوب قطاع غزة وأثارت تنديدا دوليا واسعا.
وفي بيان أصدره في وقت مبكر اليوم الثلاثاء، وصف البيت الأبيض الصورة التي أعقبت الغارة الإسرائيلية على مخيم للنازحين في رفح بالمروعة.
وتحدث البيان عن تواصل مع الجيش الإسرائيلي ومن وصفهم بالشركاء على الأرض لتقييم ما حدث.
وأسفر القصف الإسرائيلي على مخيم النازحين في رفح عن استشهاد 45 شخصا على الأقل وأصيب نحو 250 آخرين، معظمهم نساء وأطفال، وفقا لأحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة في غزة.
وكان منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي تبنى قبل ذلك الرواية الإسرائيلية التي تقول إن الغارة استهدفت اثنين من قادة حركة حماس، وقال إن لإسرائيل الحق في ملاحقة الحركة، لكنه دعا تل أبيب لاتخاذ كل التدابير الممكنة لحماية المدنيين، ووصف صور الغارة بأنها كارثية تفطر القلب.
وفي المقابل، ندد نواب ديمقراطيون بالغارة الإسرائيلية ودعوا الرئيس جو بايدن إلى الوفاء بوعده في ما يتعلق بوقف بعض إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل، ووصفت النائبة رشيدة طليب، وهي الأميركية الوحيدة من أصل فلسطيني في الكونغرس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه مهووس بالإبادة الجماعية.
وكانت إسرائيل قد ادعت أن الغارة على مخيم النازحين في رفح استهدفت اثنين من قادة حماس، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحدث لاحقا “عن خطأ كارثيّ” استدعى فتح تحقيق.
أما حركة حماس فنفت الادعاء الإسرائيلي بوجود مسلحين بالموقع المستهدف، وقالت إنه ادعاء وقح.
تنديد واسع
وقد أثارت المجزرة بحق النازحين في واشنطن تنديدا واسعا عبر العالم، ودفعت بالمزيد من المتظاهرين إلى الشوارع في عدد من الدول.
ونددت الأمم المتحدة باستهداف النازحين في رفح، وقال الأمين العام أنطونيو غوتيريش إنه لا يوجد مكان آمن في غزة، داعيا إلى وضع حد لهذه الفظائع.
وفي السياق، قالت مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز للجزيرة إن إسرائيل مُنحت الحرية للاستمرار في أعمال الإبادة الجماعية.
واستنكرت دول عربية بينها قطر والسعودية ومصر المجزرة وطالبت بإلزام إسرائيل بتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية بشأن وقف عملياتها العسكرية في رفح.
أوروبيا، دعا مفوض السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عقب اجتماع وزاري أوروبي حول غزة إلى وجوب تطبيق قرار محكمة العدل الدولية الذي يطالب بوقف الهجوم على رفح.
كما أصدرت دول أوروبية بينها فرنسا وإسبانيا بيانات منفصلة نددت بقصف النازحين في رفح.
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن مجزرة مخيم النازحين في رفح تكشف الوجه الدموي والغادر “للدولة الإرهابية” حسب وصفه، مؤكدا أن بلاده ستفعل ما بوسعها من أجل محاسبة من وصفهم بالقتلة والبرابرة.
كذلك نددت دول في أميركا اللاتينية بمجزرة رفح، ودعا وزير الخارجية الفنزويلي إيفان خيل بينتو إلى محاكمة إسرائيل على جرائمها في غزة.
وصدرت مواقف مشابهة عن عدة دول في آسيا بينها ماليزيا التي وصفت القصف الإسرائيلي لمخيم النازحين في رفح بأنه إبادة جماعية متعمدة.
كما ندد الاتحاد الأفريقي بالمجزرة، وقال إن “إسرائيل تواصل انتهاك القانون الدولي مع الإفلات التام من العقاب وفي تحد لحكم محكمة العدل الدولية”.
اجتماع لمجلس الأمن
في غضون ذلك، قالت مصادر دبلوماسية إن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا طارئا اليوم الثلاثاء لبحث الأوضاع في رفح إثر المجزرة الإسرائيلية في رفح.
وكانت مصادر دبلوماسية قد قالت للجزيرة، إن الجزائر دعت إلى عقد جلسة مشاورات مغلقة وطارئة لمجلس الأمن الثلاثاء بشأن مجزرة رفح.
وسبق أن أحبطت الولايات المتحدة عدة تحركات في مجلس الأمن لإدانة إسرائيل أو وقف الحرب على غزة باستخدام حق النقض (الفيتو).