يجتمع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في بروكسل، اليوم الثلاثاء، لمناقشة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، في حين يزور الرئيس فولوديمير زيلينسكي دولا أوروبية في إطار جولة تهدف لحشد الدعم العسكري لبلاده، في ظل تقدم روسي على أرض المعركة.
وسيناقش الوزراء الوضع الميداني بأوكرانيا، كما سيشارك في المناقشات وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ.
ودعا زيلينسكي -أمس الاثنين- الغرب إلى إرغام روسيا على السلام “بكل الوسائل” خلال زيارة له إلى إسبانيا.
وقال زيلينسكي، في مؤتمر صحفي في مدريد مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، “جنودنا يدافعون عن أنفسهم أمام الهجوم الروسي، ولهذا السبب يجب أن نكثف عملنا المشترك مع شركائنا لتحقيق المزيد: الأمن وإرغام روسيا بشكل ملموس على السلام بكل الوسائل”.
وأكد زيلينسكي ضرورة “الضغط ليس على روسيا فحسب، بل على شركائنا أيضا حتى يمنحونا إمكانية الدفاع عن أنفسنا”، مكررا مطالبته بأنظمة دفاع جوي قادرة على اعتراض أكثر من 3 آلاف قنبلة جوية موجهة تطلقها روسيا على بلاده شهريا.
وتطالب أوكرانيا، التي تواجه صعوبات في عدة مناطق على الجبهة الشرقية والشمالية الشرقية، بالتمكن من ضرب الأراضي الروسية في العمق بأسلحة غربية، وهو ما يثير خلافا بين حلفاء كييف حتى الآن، خشية حدوث تصعيد.
وقال الأمين العام للناتو -خلال اجتماع للحلف في صوفيا أمس الاثنين- إن “الوقت حان لإعادة النظر” في القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الموردة إلى أوكرانيا والتي “تكبل يديها من الخلف”.
ودعا ستولتنبرغ دول الناتو إلى السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة غربية ضد أهداف عسكرية في روسيا.
وجدّدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني -أول أمس الأحد- معارضتها ذلك، وقالت “يجب أن نكون حذرين جدا”.
من ناحية أخرى، اعتبر وزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون، خلال زيارة لكييف في مطلع مايو/أيار الجاري، أنه يمكن لأوكرانيا أن تستخدم الأسلحة البريطانية وفق ما تراه مناسبا، مشيرا إلى “حقها” في ضرب الأراضي الروسية.
عرقلة مجريّة
وأعربت -أمس الاثنين- دول عديدة في الاتحاد الأوروبي عن استيائها من العرقلة المنهجية التي تمارسها المجر على المساعدات الأوروبية لأوكرانيا، وتحتاج إليها كييف بشدة.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قبل اجتماع مع نظرائها في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، “أحث المجر على السماح أخيرا بتقديم المساعدة من جديد لأوكرانيا، من أجل الحفاظ على السلام”.
وتستخدم المجر حق النقض (فيتو) لعرقلة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، التي قرر الأوروبيون زيادتها بمقدار 5 مليارات يورو في مارس/آذار لتبلغ أكثر من 6.5 مليارات يورو.
هذا وتراجعت أوكرانيا الاثنين عن إعلان قالت فيه إن مدربين عسكريين فرنسيين سيصلون قريبا إلى البلاد، لتشير إلى أنها لا تزال تجري محادثات مع باريس وحلفاء آخرين بشأن هذه القضية.
ويعتزم زيلينسكي زيارة بلجيكا اليوم الثلاثاء للتوقيع على أحدث اتفاقية أمنية تعقدها كييف مع الحلفاء الغربيين، وفق ما أعلنه مكتب رئيس الوزراء البلجيكي الاثنين.
ومن المقرر أن يتوجه زيلينسكي إلى بروكسل آتيا من إسبانيا في إطار جولة تشمل عدة دول أوروبية وتهدف لحشد الدعم الدولي لأوكرانيا.
الوضع الميداني
ميدانيا، أعلنت روسيا -أمس الاثنين- أن قواتها سيطرت على قريتين جديدتين شرقي أوكرانيا، وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي إن قواتها “حرّرت قرية نتايلوف في منطقة دونيتسك وإيفانيفكا في منطقة خاركيف”.
وأسفر هجوم على متجر كبير في خاركيف، ثاني كبرى المدن الأوكرانية، عن مقتل 16 شخصا السبت.
وأسفرت ضربة جديدة -الاثنين- على منطقة صناعية في هذه المدينة عن مقتل امرأة، حسب حاكم المنطقة.
وجنوبا، قُتل 3 أشخاص على الأقل وأصيب 6 آخرون بجروح، بينهم شابان صغيران، جراء قصف روسي على قرية سنيغوريفكا في منطقة ميكولايف الجنوبية، حسبما أعلن حاكمها.
وتتقدم موسكو ببطء في أوكرانيا منذ أشهر بعد إخفاق الهجوم الأوكراني المضاد الصيف الفائت وسيطرتها في فبراير/شباط على مدينة أفدييفكا.
في المقابل، قال حاكم منطقة موسكو أندريه فوروبيوف إن وحدات الدفاع الجوي الروسية أسقطت طائرة مسيرة خارج العاصمة أمس الاثنين.