دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الحكومة السورية والجهات الدولية المانحة لتكثيف جهودها لضمان عودة ملايين اللاجئين السوريين إلى ديارهم التي فروا منها بسبب الحرب.
وقال غراندي إن الحرب في قطاع غزة والصراع الفلسطيني الإسرائيلي الأوسع أظهرا ما يمكن أن يحدث إذا تُركت قضايا اللاجئين دون حل.
وأوضح، في حديث على هامش مؤتمر في بروكسل يقوده الاتحاد الأوروبي لمساعدة اللاجئين السوريين، أنه لا يستطيع أن يوجه الدول الغربية بالطريقة التي ينبغي أن تتعامل بها مع الرئيس السوري بشار الأسد، لكن بإمكانه تمويل عمل منظمات إغاثية داخل سوريا، ومنها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وأعرب غراندي عن اعتقاده بضرورة عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم بشكل طوعي، وأوضح أن ذلك سيتحقق فقط عندما يشعرون بالأمان في سوريا وعندما تتوفر لهم سبل العيش الكريم، الأمر الذي ترى السلطات السورية أنه يتطلب توفير الأمن وحل المشاكل المتعلقة بالوثائق الرسمية.
وقال إنه تم إحراز تقدم بطيء بهذا الشأن وتعمل والجهات المعنية على تحقيق ذلك، وأضاف أنه أبلغ الأسد العام الماضي بأن هناك “فجوة كبيرة في الثقة” مع شعبه ويحتاج إلى إقناع السوريين بأن بإمكانهم الوثوق به.
منح وقروض
من جهته، قال الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين إن مؤتمر بروكسل الثامن حول مستقبل سوريا شهد تعهدات بقيمة 7.5 مليارات يورو في شكل منح وقروض على مدى السنوات المقبلة.
لكن بعد 13 عاما من بدء الثورة السورية على الأسد، يزداد الجدل إزاء مصير أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري يعيشون خارج البلاد.
ويضغط ساسة لبنانيون من أجل إعادة مزيد من هؤلاء اللاجئين إلى وطنهم. ويوجد نحو 800 ألف سوري مسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، الذي تقول سلطاته إن العدد الحقيقي للسوريين في البلاد يبلغ نحو مليونين.
وبرزت هذه القضية أيضا على الأجندة السياسية لأوروبا إذ عبرت قبرص، عضو الاتحاد الأوروبي، عن قلقها من وصول أعداد كبيرة من اللاجئين غير المرحب بهم في لبنان إلى شواطئها.
ولم تستأنف الدول الغربية علاقاتها مع النظام السوري، وتقول إن سوريا لا تزال غير آمنة لعودة اللاجئين إليها.
وأعادت بعض الدول العربية العلاقات مع الأسد في أعقاب زلزال مدمر عام 2023 لكنها لم تحقق نجاحا يذكر لإقناعه بتهيئة الظروف لعودة اللاجئين.