أظهرت دراسة نشرت يوم الأربعاء أن جمجمتين مصريتين قديمتين، يعود عمر كل منهما إلى آلاف السنين، تنتمي إلى بعض من أقدم مرضى السرطان المعروفين في التاريخ.
وقالت الدراسة التي نشرت في مجلة فرونتيرز إن ميديسن إن الجماجم كانت بها علامات قطع حول نمو سرطاني مما يقدم دليلا على أن المصريين القدماء اكتشفوا طرقا لعلاج السرطان من خلال العمليات الجراحية.
كان المصريون القدماء معروفين بمهاراتهم الطبية. تصف النصوص كيف سيعالجون مجموعة من الأمراض والإصابات، في بعض الحالات عن طريق بناء أطراف صناعية وتركيب أسنان صناعية.
لكن الدراسة قالت إن هذه اللمحة عن علاج السرطان تعتبر “علامة فارقة في تاريخ الطب”.
وقالت تاتيانا تونديني، إحدى مؤلفي الدراسة، في بيان: “نرى أنه على الرغم من أن المصريين القدماء كانوا قادرين على التعامل مع كسور الجمجمة المعقدة، إلا أن السرطان كان لا يزال يمثل حدود المعرفة الطبية”.
وأضاف المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور إدجارد كاماروس، أن النتيجة كانت “دليلًا فريدًا على كيفية محاولة الطب المصري القديم التعامل مع السرطان أو استكشافه منذ أكثر من 4000 عام”.
وقالت الدراسة إن كاماروس، عالم الحفريات بجامعة سانتياغو دي كومبوستيلا في إسبانيا، وفريقه نظروا إلى جمجمتين تحتفظ بهما مجموعة داكوورث بجامعة كامبريدج، باستخدام المسح المقطعي المحوسب وتحليل سطح العظام المجهري.
وقال تونديني، الباحث في جامعة توبنغن الألمانية: “أردنا أن نتعرف على دور السرطان في الماضي، ومدى انتشار هذا المرض في العصور القديمة، وكيف تفاعلت المجتمعات القديمة مع هذا المرض”.
تعود إحدى الجماجم لذكر ويعود تاريخها إلى الفترة من 2687 إلى 2345 قبل الميلاد، بينما الأخرى تعود إلى أنثى ويعود تاريخها إلى الفترة من 663 إلى 343 قبل الميلاد.
كانت جمجمة الذكر بها آفة كبيرة محاطة بحوالي 30 آفة صغيرة منتشرة حولها. ولدهشتهم الكبيرة، وجد الباحثون علامات قطع حول الآفات.
وقال تونديني: “عندما لاحظنا علامات القطع لأول مرة تحت المجهر، لم نتمكن من تصديق ما كان أمامنا”.
وقال مؤلف مشارك آخر، البروفيسور ألبرت إيسيدرو، طبيب الأورام الجراحي في مستشفى ساجرات كور الجامعي، في برشلونة بإسبانيا: “يبدو أن المصريين القدماء أجروا نوعًا من التدخل الجراحي المتعلق بوجود الخلايا السرطانية”.