افتح ملخص المحرر مجانًا
رولا خلف، محررة الفايننشال تايمز، تختار قصصها المفضلة في هذه النشرة الأسبوعية.
وبموجب الحقوق، ينبغي لمستثمري النفط ذوي النظرة الطويلة أن يركزوا على الشركات التي تمتلك احتياطيات أقل تكلفة. فمن المتوقع أن يبلغ الطلب العالمي على النفط ذروته خلال هذا العقد، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، قبل أن يتضاءل ببطء. وهذا يجعل المنتجين الموجودين في أسفل منحنى التكلفة – أولئك الذين يمكنهم كسب المال لفترة أطول – جذابين نسبيا.
ومع ذلك، فإن هذا المنطق لا ينطبق إلا جزئياً على شركة أرامكو السعودية، شركة النفط الوطنية التي تبلغ قيمتها 1.87 تريليون دولار، وهي أكبر شركة منتجة للنفط في العالم وأقلها تكلفة. وتقوم المملكة العربية السعودية، المساهم الأكبر فيها، ببيع ما يقرب من 12 مليار دولار من الأسهم في اكتتاب ثانوي. عند منتصف النطاق، سيتم تسعير الأسهم بخصم 13 في المائة على سعر إدراج المجموعة في نهاية عام 2019، على الرغم من أن تعديل ذلك للأسهم المجانية يسد الفجوة بشكل أكبر. ولكن حتى في ظل هذا التقييم المنخفض، فإن السهم ليس عرضًا مباشرًا.
إحدى القضايا هي أن أرامكو السعودية لديها مهمة احتواء العرض للمساعدة في الحفاظ على أسعار النفط مرتفعة. وهذا أمر منطقي بالنسبة إلى نية الحكومة السعودية تعظيم الإيرادات، لكنه يشكل ضربة مزدوجة لجاذبية الشركة مقارنة بقطاع النفط الأوسع.
وهذا يعني أن أرامكو السعودية تنتج أقل مما تستطيع، كما يتضح من الانخفاض بنسبة 6 في المائة في أحجام عام 2023 والقرار الذي أصدرته الدولة بالتخلي عن إضافة كبيرة للطاقة. كما أنه يخلق بيئة أسعار تضع أرامكو السعودية في وضع غير مؤات نسبيا: فالمنتجون ذوو التكلفة الأعلى الذين يتمتعون بقدر أكبر من النفوذ التشغيلي هم أكثر حساسية للزيادات في أسعار النفط.
ويساعد ذلك في تفسير ضعف أداء المجموعة حتى الآن هذا العام. ومع ارتفاع أسعار النفط بنسبة 9 في المائة، وارتفاع مؤشر ستاندرد آند بورز للنفط العالمي بنسبة 6.3 في المائة، انخفض سهمها بنسبة 12 في المائة.
ولا شيء من هذا ينفي مكانة أرامكو السعودية الفريدة في عالم النفط. يكلف إنتاج كل برميل من النفط الشركة 3.19 دولارًا، مما يجعل قسم التنقيب والإنتاج التابع لها يتدفق نقدًا ضخمًا وطويل الأجل. كما أنها منفق كبير: توزيعات الأرباح والنفقات الرأسمالية تجاوزت التدفق النقدي التشغيلي في عام 2023. لكن صافي المديونية المنخفض بنسبة 4 في المائة يجعلها في وضع جيد لمواصلة التوفيق بين الاثنين لبعض الوقت في المستقبل.
وهذا يقطع شوطا نحو تبرير التقييم المتميز لشركة أرامكو السعودية: حيث يتم تداولها بعائد تدفق نقدي حر بنسبة 5 في المائة، وفقا لتقديرات بيرنشتاين، مقارنة مع الشركات الأوروبية الكبرى البالغة 11 في المائة. ولكن طالما أن المملكة ملتزمة بدعم أسعار النفط، فإن الآخرين في هذا القطاع سوف يستفيدون أكثر.