2/6/2024–|آخر تحديث: 2/6/202411:13 م (بتوقيت مكة المكرمة)
لمأساة القتل اليوميّ في قطاع غزة وجهٌ خفيّ، لم يتكشف تماما، هو سجلّ آلاف المفقودين الذين دفنهم القصف الإسرائيلي الأعمى تحت الركام على امتداد 9 أشهر من الحرب الهمجية المتواصلة على القطاع الفلسطيني.
وسلطت قناة الجزيرة الضوء على ملف المفقودين في قطاع غزة، حيث عرضت على خلفية شاشتها صور مفقودين تحت أنقاض آلاف المباني، شكلت محاولات انتشالهم الصعبة مأساة مريرة ومتجددة بسبب ضعف الإمكانات وتكرار القصف الإسرائيلي على مختلف مناطق القطاع.
وإلى جانب عشرات آلاف الشهداء والمصابين، تزدحم السجلات بأسماء الآلاف ممن لم يتمكن ذووهم من رؤية جثامينهم ولا وداعهم، ولا دفنهم بالشكل اللائق، بعد أن قررت طائرات الاحتلال وخططه دفنهم بآلاف الأطنان من القذائف.
وبحسب آخر تقدير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن الأرقام الأولية تفيد بوجود أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض في غزة.
ونقل المكتب عن الدفاع المدني الفلسطيني في غزة قوله إنهم يواجهون تحديات هائلة في انتشال الجثث، في ظل نقص المعدات والآلات الثقيلة والأفراد.
كما حذر الدفاع المدني من أن عمليات البحث عن المفقودين وانتشال الجثث قد تستغرق ما يصل إلى 3 سنوات باستخدام الأدوات البدائية المتوفرة لديهم.
جريمة حرب
وفي نفس السياق، شدد لويجي دانييلي، أستاذ القانون الدولي الإنساني بجامعة نوتنغهام ترنت -في تصريح لقناة الجزيرة- على ضرورة اعتبار المفقودين ضمن حصيلة ضحايا ما وصفها بالحرب الإبادية على قطاع غزة، من أجل “فهم حجم الجريمة التي ترتكب”.
وأضاف أن التدمير الهائل للمستشفيات ولمنشآت القطاع الصحي وللمباني التي ليس لها مبرر عسكري يعتبر جريمة حرب ضمن نظام روما الأساسي المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية، وهي التهم التي على أساسها طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت.
وقال أستاذ القانون الدولي الإنساني إن طريقة الإسرائيليين بإدارة العمليات العسكرية في غزة من خلال التدمير الكلي والقتل العشوائي هي مؤشرات على ما وصفه العمل الإبادي الذي ليس له أي هدف عسكري عدا تهجير سكان غزة وإخلاء القطاع من السكان.
ومن جهة أخرى، رأى أنه من المهم جدا أن تنضم دول أخرى إلى جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، لأن ذلك يؤكد أن المساءلة والمحاسبة بدأت تأخذ مجراها، وهو ما سيشكل ضغطا على إسرائيل لتوقف حربها على الفلسطينيين.