نفذ الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الأربعاء- حملة اقتحامات واعتداءات في مختلف مدن وبلدات الضفة الغربية، بالتزامن مع تمكينه المستوطنين من تدنيس باحات المسجد الأقصى المبارك.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن وحدة خاصة إسرائيلية تستقل مركبة تحمل لوحة فلسطينية تسللت إلى “عزبة الطياح” شرق طولكرم شمالي الضفة الغربية، واعتقلت شابا وأجرت معه تحقيقا ميدانيا. ودفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية للمكان من حاجز 104 غرب المدينة.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال منعت طواقمه من الوصول إلى المكان المحاصر بعد تلقيها بلاغات بوجود إصابات.
في السياق ذاته، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيت أُمَرْ شمال الخليل جنوبي الضفة الغربية.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى البلدة وشرعت بحملة تفتيش ودهم واسعة، واعتقلت العشرات من الفلسطينيين قبل أن تفرج عن جزء كبير منهم لاحقا.
وصادرت قوات الاحتلال عددا من المركبات في حين أغلقت جميع المداخل المؤدية إلى البلدة، كما أغلقت طرقا داخلية فيها بالسواتر الترابية.
وألقت قوات الاحتلال خلال الاقتحام منشورات على المواطنين تضمنت رسائل تهديد ووعيد بملاحقة كل من يدعم الإرهاب، حسب وصف قوات الاحتلال.
كما جرفت قوات الاحتلال عشرات الدونمات في المنطقة الغربية من بلدة “بيت أولا” غرب الخليل.
وتمنع قوات الاحتلال المواطنين من استصلاح أراضيهم في المنطقة القريبة من جدار الفصل العنصري، كما تمنعهم من البناء تحت ذريعة أن المنطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
المقاومة تتصدى في جنين
وفي جنين، اقتحم جيش الاحتلال المدينة ومخيمها واشتبك مع مقاومين فلسطينيين.
وقالت سرايا القدس– كتيبة جنين إن مقاتليها تصدوا لقوات الاحتلال خلال اقتحامها مدينة جنين ومخيمها برشقات رصاص كثيفة وبالعبوات الناسفة.
وأفاد شهود عيان بتجريف وتخريب القوات الإسرائيلية شوارع مخيم جنين، وهدم جدران أحد المنازل وإحراق مركبة أحد المواطنين. وبدورها، هرعت فرق الدفاع المدني الفلسطيني لإخماد الحريق.
وأفاد مراسل الجزيرة باندلاع اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي عقب اقتحامها بلدة كفر دان غرب جنين لتنفيذ حملة دهمٍ للمنازل، بحثا عمن تصفهم بمطلوبين لديها.
ووفقا لمصادر محلية، فإن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وسيرت دورياتها فيها، بينما أغلقت مداخلها، ونشرت القناصة على أسطح البنايات. كما أجرت تحقيقات ميدانية مع مواطنين.
كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية من محاور عدة.
وسير الاحتلال آلياته العسكرية في عدد من أحياء من المدينة، في حين انتشر جنود المشاة عند دوار الشهداء وسط نابلس، كما دهموا محلا تجاريا وعبثوا بمحتوياته.
من جانبه، ذكر نادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال اعتقلت 15 فلسطينيا على الأقل منذ أمس الثلاثاء.
وتوزعت الاعتقالات على محافظات رام الله وجنين وقلقيلية وأريحا.
المستوطنون في باحات الأقصى
أما في القدس المحتلة، فقد أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة إغلاق باب المغاربة بعد اقتحام 1184 مستوطنا باحات المسجد الأقصى المبارك في ما يسمى “يوم توحيد القدس”، وسط حراسة أمنية مشددة من قوات الاحتلال.
ورفع مستوطنون الأعلام الإسرائيلية عند باب القطانين في باحات المسجد الأقصى.
وكانت ما تسمى “منظمات الهيكل”، دعت لأكبر اقتحام للأقصى اليوم. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية حشد نحو 3 آلاف من قواتها لحماية مسيرة الأعلام التي تمر من البلدة القديمة في القدس المحتلة إحياء للذكرى السنوية الـ57 لاحتلالها.
وأفادت صحيفة هآرتس بأن مجموعة من الشباب اليهود يقومون بأعمال تخريب في البلدة القديمة بالقدس، ويوجهون شتائم وتهديدات للفلسطينيين والصحفيين هناك.
من جهتها، حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاحتلال الإسرائيلي من مواصلة سياساته الإجرامية تجاه المسجد الأقصى، وقالت إن “مسيرة الأعلام” في القدس المحتلة عدوان على الشعب الفلسطيني ومقدساته.
وأضافت أن السماح للمستوطنين بتنظيم ما تسمى مسيرة الأعلام، في شوارع القدس المحتلة وما يرافقها من اعتداءات وانتهاكات، يؤكد سعي الاحتلال لتهويد المقدسات، وأنها عدوان على مشاعر مئات الملايين من المسلمين حول العالم.
وقالت الحركة إن المقاومة ستجد طريقها لإيلام إسرائيل بما يضمن لجم قادتها من المستوطنين المتطرفين.
ودعت الحركة الفلسطينيين في الضفة والقدس والداخل المحتل للنفير العام والتصدي لمخططات الاحتلال تجاه المسجد الأقصى، وجعل اليوم الأربعاء يوم غضب ونصرة للأقصى.
كما دعت حماس الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم لتصعيد الحراك الجماهيري الضاغط على الاحتلال وداعميه.