- واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش إسرائيل باستخدام الفسفور الأبيض لإلحاق الأذى بالمدنيين في جنوب لبنان.
- وقال الجيش الإسرائيلي إنه يستخدم الفسفور الأبيض فقط كستار من الدخان ويتجنب المناطق المكتظة بالسكان.
- أبلغت وزارة الصحة اللبنانية عن 173 حالة تتطلب رعاية طبية بسبب التعرض.
اتهمت منظمة عالمية لحقوق الإنسان إسرائيل باستخدام قذائف الفسفور الأبيض الحارقة على المباني السكنية في خمس بلدات وقرى على الأقل في جنوب لبنان المنكوب بالصراع، مما قد يؤدي إلى الإضرار بالمدنيين وانتهاك القانون الدولي، في تقرير نشر يوم الأربعاء.
وقالت هيومن رايتس ووتش في تقريرها إنه لا يوجد دليل على إصابات حروق بسبب الفسفور الأبيض في لبنان، لكن الباحثين “سمعوا روايات تشير إلى احتمال حدوث أضرار في الجهاز التنفسي”.
ويقول المدافعون عن حقوق الإنسان إن إطلاق الذخائر المثيرة للجدل على المناطق المأهولة بالسكان يعتبر جريمة بموجب القانون الدولي.
الجيش الإسرائيلي يقول إنه سيوقف استخدام قذائف الفسفور الأبيض
يمكن للمادة الكيميائية البيضاء الساخنة أن تشعل النار في المباني وتحرق اللحم البشري حتى العظام. ويتعرض الناجون لخطر الإصابة بالعدوى وفشل الأعضاء أو الجهاز التنفسي، حتى لو كانت حروقهم صغيرة.
وقال الجيش الإسرائيلي لوكالة أسوشيتد برس إنه يلتزم بالقانون الدولي فيما يتعلق بالذخائر واستخدام الفسفور الأبيض، ويستخدم المادة الكيميائية فقط كستار من الدخان، وليس لاستهداف المدنيين. وأضاف البيان أن “إجراءات جيش الدفاع الإسرائيلي تتطلب عدم استخدام مثل هذه القذائف في المناطق المكتظة بالسكان، مع مراعاة بعض الاستثناءات”.
يتضمن تقرير هيومن رايتس ووتش مقابلات مع ثمانية من السكان في جنوب لبنان المنكوب بالصراع، وتقول المجموعة إنها تحققت من الصور وحدد موقعها الجغرافي من حوالي 47 صورة ومقطع فيديو تظهر قذائف الفسفور الأبيض تسقط على المباني السكنية في خمس بلدات وقرى حدودية لبنانية.
وتقول وزارة الصحة اللبنانية إن 173 شخصاً على الأقل احتاجوا إلى رعاية طبية بعد تعرضهم للفسفور الأبيض.
ووجد الباحثون أن المواد الحارقة المثيرة للجدل استخدمت في المناطق السكنية في كفركلا وميس الجبل والبستان ومركبا وعيتا الشعب، وهي البلدات الأكثر تضررا خلال ثمانية أشهر من القتال.
كما اتهمت المنظمة الحقوقية ومقرها نيويورك إلى جانب منظمة العفو الدولية إسرائيل باستخدام الفسفور الأبيض في المناطق السكنية في أكتوبر 2023، بعد أقل من شهر من بدء الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله القوية على طول الحدود الجنوبية بين لبنان وإسرائيل، في يوم بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر.
ودعت هيومن رايتس ووتش في تقريرها الحكومة اللبنانية إلى السماح للمحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في “الجرائم الدولية الخطيرة” ومحاكمتها داخل لبنان منذ أكتوبر 2023.
وقال رمزي قيس، الباحث في هيومن رايتس ووتش في لبنان: “إن استخدام إسرائيل الأخير للفسفور الأبيض في لبنان يجب أن يحفز الدول الأخرى على اتخاذ إجراءات فورية لتحقيق هذا الهدف”.
وقتل أكثر من 400 شخص في لبنان معظمهم من المقاتلين ولكن بينهم أيضا أكثر من 70 مدنيا وغير مقاتل. وفي إسرائيل، قُتل 15 جنديًا و10 مدنيين منذ أكتوبر/تشرين الأول. ونزح عشرات الآلاف من الأشخاص على جانبي الحدود.