قال مصدر عسكري سوداني للجزيرة إن قوات الدعم السريع شنت هجوما على معسكر سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم وإن دفاعات الجيش تمكنت من التصدي له، فيما أفادت منظمة الهجرة الدولية بأن عدد النازحين داخليا وصل إلى أكثر من 10 ملايين.
وقالت مصادر عسكرية للجزيرة إن الجيش السوداني قصف من مقره في معسكر سلاح الإشارة تجمعات لقوات الدعم السريع شمالي مدينة الخرطوم بحري.
وفي ولاية شمال دارفور غربي البلاد، قال شهود عيان للجزيرة إن قوات الدعم السريع قصفت بالمدفعية الثقيلة مدينة الفاشر فجر اليوم الاثنين، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين.
وأضاف الشهود أن القصف المدفعي الذي طال عدة أحياء في المدينة استمر حتى ساعات الصباح الأولى.
ومنذ عدة أسابيع، تكثف قوات الدعم السريع عملياتها العسكرية في مدينة الفاشر، حيث حشدت أعدادا كبيرة من المقاتلين للسيطرة على المدينة باعتبارها آخر معقل خارج عن سيطرتها، بعد أن نجحت في السيطرة على 80% من إقليم مساحة دارفور، مع سقوط قواعد عسكرية في مدن الجنينة ونيالا وزالنجي والضعين.
وقال مراسل الجزيرة نت إن المدفعية الثقيلة استهدفت منازل المدنيين وسط المدينة في أحياء الوادي والسلام ومدرستي القاضي والسلام.
في المقابل، عزز الجيش السوداني وحلفاؤه دفاعاتهم المتقدمة في الأحياء الشرقية للتصدي لأي هجوم محتمل، فيما شهدت المدينة حركة نزوح واسعة إلى القرى وبعض المناطق المجاورة.
10 ملايين نازح
وفي هذا السياق، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن منظمة الهجرة الدولية قولها إن عدد النازحين داخليا في السودان وصل إلى أكثر من 10 ملايين.
وأضافت المنظمة الأممية أن أكثر من مليوني سوداني لجؤوا إلى الخارج معظمهم في تشاد وجنوب السودان ومصر.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” حذّر، أمس الأحد، من أن الحرب الدائرة في السودان “تغذي كارثة إنسانية ذات أبعاد أسطورية لا نهاية لها”.
من جهته، أدان المتحدث الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي، الأمين إسحاق زكريا، الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على المدنيين في مدينة الفاشر.
بدوره، علق حاكم إقليم دارفور مني آركو مناوي عبر حسابه في فيسبوك قائلا “نطمئن الشعب السوداني وشعب دارفور بصورة خاصة أنه لطالما هؤلاء الشباب يدافعون عن الفاشر فلن تسقط حتى ولو تحالفت كل الدول”.
قتلى وجرحى
في السياق ذاته، أعلنت غرفة طوارئ معسكر أبو شوك للنازحين في شمال دارفور، أمس الأحد، مقتل أكثر من شخصين وإصابة نحو 30 آخرين بينهم أطفال وكوادر طبية إثر قصف استهدف أحد المراكز الصحية.
وقالت الغرفة، عبر صفحتها على فيسبوك، إن المركز الصحي الواقع في مدينة الفاشر تعرض للقصف بـ3 قذائف من طراز 23 من الناحية الشرقية للمركز.
وأشارت الغرفة إلى أن الأضرار طالت صالة إفطار الكادر الطبي والمباني المجاورة للمركز، وفق ما أظهرته صور ومقاطع فيديو متداولة.
اتهام الجيش
في المقابل، بث ناشطون وصفحات محلية سودانية مقاطع فيديو قالوا إنها توثق آثار القصف الجوي الذي استهدف منطقة الكومة بولاية شمال دارفور، صباح أمس الأحد.
وأظهرت مقاطع متداولة عبر موقع فيسبوك نفوق قطعان من المواشي، وتضرر أحد المساجد بالمنطقة، جرّاء الغارة الجوية.
واتهمت قوات الدعم السريع ما وصفتها بـ”مليشيا البرهان وفلول النظام البائد” بتنفيذ سلسلة هجمات انتقامية وجرائم بحق المدنيين الأبرياء بمحلية الكومة.
ولم يرد الجيش السوداني على هذه الاتهامات، بينما أدان حزب المؤتمر السوداني ما وصفها بـ”الجريمة الشنيعة” التي ارتكبها سلاح الطيران بالجيش ما أسفر عن مقتل مدنيين ونفوق قطعان من المواشي، حسب قوله.
حـزب المـؤتمر السـوداني
بيـان مهـم
شن سلاح الطيران بالقوات المسلحة صباح اليوم الاحد ٩ يونيو ٢٠٢٤م ، غارات جوية على منطقة #الكومة بولاية شمال #دارفور ، اسفرت عن ارتقاء عدد من الشهداء المدنيين و اصابة آخرين ونفوق قطعان من المواشي ، و دمرت بعض المنازل والمواقع المدنية .
وفي سياق… pic.twitter.com/oFumBX8MQe
— حزب المؤتمر السوداني (@SCPSudan) June 9, 2024