سيّرت الصين وروسيا دورية جوية عسكرية مشتركة فوق بحري اليابان وشرق الصين -أمس الثلاثاء- مما دفع كوريا الجنوبية إلى نشر طائرات مقاتلة احترازيا.
وأكدت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، نقلا عن وزارة الدفاع الصينية، أن “الجيشين أجريا دوريتهما الجوية المشتركة السادسة، وفقا للخطة السنوية للتعاون العسكري” بين بكين وموسكو.
ولم تذكر “شينخوا” أي تفاصيل حول طبيعة الطائرات المشاركة في الدورية ومسارها وموقعها فوق هذه المساحات البحرية الشاسعة الواقعة بين شبه الجزيرة الكورية واليابان والصين وجزيرة تايوان.
من جهته، أعلن الجيش الكوري الجنوبي إطلاق مقاتلات “بعدما دخلت 4 طائرات روسية و4 طائرات صينية منطقة تحديد الدفاع الجوي الخاصة بسول”.
وقالت هيئة الأركان المشتركة في سول “لقد نشرنا مقاتلين من القوات الجوية لاتخاذ إجراءات تكتيكية استعدادا لحالة طوارئ”، لافتة إلى أن الطائرات الروسية والصينية لم تنتهك المجال الجوي الكوري الجنوبي.
وفي السياق، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل إلى أن الولايات المتّحدة ملتزمة مع اليابان وكوريا الجنوبية بشأن “منطقة حرة ومفتوحة في المحيطين الهندي والهادي”، مضيفا أن الحلفاء كانوا في حالة تأهب “لأي عمل من المحتمل أن يُعتبر مزعزعا للاستقرار أو خطيرا”.
ومنطقة تحديد الدفاع الجوي هي منطقة كبيرة تحددها الدول من جانب واحد، وتطلب فيها أن تعرّف الطائرات الأجنبية عن نفسها لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وأيدت كوريا الجنوبية العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بعد بدء الحرب على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022، وأرسلت مساعدات إنسانية لكييف.
وعززت الصين وروسيا علاقاتهما الدبلوماسية والتجارية والعسكرية منذ أكثر من 10 أعوام، واستمر الأمر بعد الحرب في أوكرانيا.
وتدعو بكين -التي تؤكد حيادها بشأن النزاع في أوكرانيا- إلى احترام سيادة الدول، لكنها لم تدِن أبدا “العملية العسكرية” الروسية.
وفي نهاية مايو/أيار الماضي، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ لرئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين -الذي كان يزور بكين حينها- إن البلدين يؤكدان “تقديم الدعم الثابت لبعضهما بشأن القضايا المرتبطة بالمصالح الأساسية لكل منهما، وتعزيز التعاون في المحافل المتعددة الأطراف”.
وأضاف أن على روسيا والصين “الدفع بالتعاون في مختلف المجالات إلى مستويات أعلى”، و”رفع مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري”.
وفي فبراير/شباط الماضي، أصدرت بكين وثيقة من أجل “تسوية سياسية” للنزاع في أوكرانيا، رأت بلدان غربية أنها قد تمكن روسيا من إبقاء أجزاء كبيرة من الأراضي التي انتزعتها من أوكرانيا تحت سيطرتها.