أظهرت مشاهد حصلت عليها الجزيرة قيام كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بقصف مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في محور نتساريم وقتلها جنديين، في الأثناء سقط عشرات الشهداء في عمليات متفرقة لجيش الاحتلال تركز بعضها في رفح التي أعلن رئيس بلديتها أنها تحولت لمنطقة عمليات عسكرية إسرائيلية.
وأظهرت المشاهد، التي بثتها قناة الجزيرة، قيام كتائب القسام بقصف تجمع للآليات الإسرائيلية في محور نتساريم، ومسارعة سيارات الجيب الإسرائيلية والإسعاف إلى المكان ثم إقلاع طائرة مروحية لنقل القتلى والجرحى من الجنود.
وقالت كتائب القسام إن قواتها قصفت موقع “العين الثالثة” في منطقة غلاف قطاع غزة برشقة صاروخية.
وكانت القسام أعلنت أن مقاتليها نصبوا كمينا محكما لقوة إسرائيلية مدرعة، بتفجير لغم ذي قوة تفجيرية كبيرة، تم زرعه في طريق القوة الإسرائيلية جنوب حي تل السلطان، غربي رفح، بعد عمليات رصد استمرت أياما عدة.
وأضافت القسام أن مقاتليها فجروا اللغم في دبابة “ميركافا” لحظة مرورها في المكان، مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل ومقتل طاقمها. وأشارت إلى أن عمليات نقل أشلاء الجنود القتلى وحطام الدبابة دامت ساعات.
كما أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قصف مقرا لقيادة جيش الاحتلال وتجمعا لجنوده وآلياته في موقع أبو عريبان بمحور نتساريم.
واستهدفت سرايا القدس كذلك مروحية إسرائيلية بصاروخ “سام 18” شرق رفح خلال عودتها من إجلاء قتلى وجرحى كمين الشابورة أمس الخميس.
وأكد الجيش الإسرائيلي -من جهته- مقتل ضابط وجندي وإصابة 8 آخرين في كمين لكتائب القسام جنوب قطاع غزة أمس.
كما أعلن اليوم الجمعة أن قذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية سقطت بالخطأ داخل إحدى المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، وقال إن القذيفة تسببت في تضرر مركبة في حين لم تقع إصابات بشرية، وأشار إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.
كما ذكر جيش الاحتلال أن 3 صواريخ أطلقت من قطاع غزة باتجاه بئيري في غلاف غزة وسقطت في مناطق مفتوحة.
مجازر جديدة
وأفاد مراسل الجزيرة بأن 11 شهيدا و17جريحا نقلوا إلى مستشفى المعمداني إثر قصف الاحتلال منزلا لعائلة صلاح بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وأفاد المراسل كذلك باستشهاد 8 أشخاص، وإصابة آخرين، في غارة إسرائيلية استهدفت بناية سكنية في حي الزيتون ببلدة غزة القديمة. وتضم البناية عشرات الأسر التي نزحت إلى حي الزيتون خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
وفي بلدة الفخاري، شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف البلدة.
كما أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 7 من عمال بلدية غزة في قصف إسرائيلي استهدف مقر البلدية في شارع اليرموك، وسط مدينة غزة.
وقصف جيش الاحتلال بالمدفعية المناطق الشمالية لمخيم النصيرات، وسط القطاع. وأظهرت صور متداولة قصف قوات الاحتلال مبنى سكنيا في محيط سوق البسطات، بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
استهداف رفح
وذكرت مصادر طبية أن 8 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون بقصف إسرائيلي على مخيم للنازحين بمنطقة المواصي غرب مدينة رفح.
كما أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 3 فلسطينيين، وإصابة عدد آخر، في قصف إسرائيلي استهدف منطقة خربة العدس، شمالي مدينة رفح. ونقل الشهداء والمصابون إلى المستشفى الأوروبي بخان يونس.
وأفاد المراسل كذلك بانتشال جثمان شهيد إثر قصف إسرائيلي استهدف محيط ميدان الشهداء وسط مدينة رفح.
وقال مراسل الجزيرة إن عائلات نازحة في مدينة رفح أجبرت على دفن جثامين أبنائها في منازلهم بسبب كثافة القصف الإسرائيلي. كما ذكر أن قوات الاحتلال أحرقت عدة منازل في مناطق بمدينة رفح قبل انسحابها منها، كما نسفت مباني بالحي السعودي غربي رفح.
وكانت دبابات إسرائيلية تقدمت في وقت سابق اليوم نحو مناطق الحي السعودي وتل السلطان في مدينة رفح.
وقالت مصادر طبية للجزيرة إن 21 فلسطينيا استشهدوا منذ فجر اليوم الجمعة إثر تواصل الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في قطاع غزة.
في حين أشارت وزارة الصحة بغزة إلى أن حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي ارتفعت إلى 37 ألفا و347 شهيدا وإصابة 85 ألفا و372 مصابا.
رفح منطقة عمليات عسكرية
وفي هذا الإطار، قال رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي إن مدينة رفح تحولت بأكملها إلى منطقة عمليات عسكرية، وذلك مع اتساع رقعة الاستهداف والتوغل البري الإسرائيلي.
وأضاف الصوفي -في تصريح لوكالة الأناضول- أن الجيش الإسرائيلي دمر منازل جنوب شارع أبو بكر الصديق ومربعات سكنية كاملة غرب المدينة.
وحذّر الصوفي من أن رفح تعيش كارثة إنسانية حقيقية مع استمرار العملية العسكرية البرية وإغلاق المعابر ومنع إدخال المواد الغذائية والمساعدات الإغاثية، محذرا من تفاقم الأوضاع الإنسانية والصحية، خاصة مع عدم وجود مستشفى أو مركز صحي يقدم الخدمات الطبية في المدينة حاليا.
وأشار إلى أن النازحين باتوا يموتون في خيامهم التي نزحوا إليها بسبب القصف والاستهداف الإسرائيلي المتعمد لمراكز الإيواء المختلفة، خاصة في المناطق الغربية.