من المقرر أن تبحث لجنة حكومية إسرائيلية -الاثنين المقبل- مخططا استيطانيا يعزل شرقي القدس المحتلة ويقسّم الضفة الغربية، على الرغم من الاعتراضات الدولية على المشروع، في حين كشف مسؤول فلسطيني عن أن 22 ألف منزل مملوكة لفلسطينيين بالقدس مهددة بالهدم.
ويقضي المخطط المعروف بـ”إي 1″ (E1) ببناء 3412 وحدة استيطانية تستوعب 14 ألفا و500 مستوطن على أراضٍ فلسطينية شرقي القدس، وبموجبه سيتم إنشاء كتلة من المستوطنات بين معاليه أدوميم والقدس، ومنع التواصل بين جنوب الضفة وشمالها، وتعزيز ضم كتلة معاليه أدوميم إلى إسرائيل.
ومن شأن المشروع عزل القدس من ناحيتها الشرقية وتقسيم الضفة الغربية إلى قسمين.
وقالت “حركة السلام الآن” الإسرائيلية المناهضة للاستيطان إن اللجنة الفرعية للاعتراضات داخل اللجنة العليا الإسرائيلية للتخطيط (التابعة للإدارة المدنية للاحتلال) ستناقش خلال اجتماعها المقرر -الاثنين المقبل- الاعتراضات على المخطط من قبل أصحاب الأراضي الفلسطينيين ومنظمات يسارية إسرائيلية على غرار منظمة “السلام الآن”.
وأضافت المنظمة الإسرائيلية -في بيان- أن النقاش المرتقب هو الأخير في مرحلة الاستماع للاعتراض، وبعد ذلك ستتخذ اللجنة قرارها بشأن الخطة الاستيطانية.
وبسبب الانتقادات الأميركية والأوروبية، أرجأت إسرائيل في السابق مناقشة المخطط، ولكن العودة لبحث المشروع تأتي في وقت تسعى فيه حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية لتسريع وتيرة الاستيطان بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقد نددت الخارجية الفلسطينية اليوم الأربعاء بالاجتماع المرتقب للجنة التخطيط والبناء، وقالت إن المخطط يؤدي إلى فصل القدس تماما عن محيطها الفلسطيني خاصة من جهة الشرق، وفصل شمال الضفة عن جنوبها، وتقطيع أوصال الضفة الغربية وفصلها إلى قسمين.
وأشارت الخارجية الفلسطينية في بيان إلى أن مشروع “E1” الاستيطاني يقطع الطريق أمام فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية تطبيقا لمبدأ حل الدولتين، وطالبت بضغط دولي وأميركي حقيقي لوقف هذا المخطط.
منازل مهددة بالهدم
في غضون ذلك، قال أحمد الرويضي مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس اليوم إن نحو 22 ألف منزل فلسطيني في القدس المحتلة مهددة بالهدم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في إطار مخططها الرامي لتهويد المدينة.
وأضاف الرويضي -في تصريحات للإذاعة الفلسطينية- أن إسرائيل تنتهج الهدم الفردي للمنازل بواقع 30 إلى 40 منزلا ومنشأة في القدس المحتلة كل شهر.
وتابع أن المخطط الإسرائيلي يستهدف من وراء هدم المنازل الفلسطينية تصعيد سياسة طرد السكان الفلسطينيين في القدس لخفض أعدادهم من نحو 42% حاليا إلى أقل من 20% وتغيير التركيبة الديمغرافية للمدينة.
وأوضح المسؤول الفلسطيني أن سياسة الهدم الإسرائيلية تركز حاليا على البلدة القديمة والمناطق المحيطة بها شرقي القدس بزعم وجود مخالفات بناء وعدم الترخيص، علما أن 12% فقط من مساحة المدينة يتم السماح فيها بالبناء للفلسطينيين.
وربط مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية بين تصعيد سياسة هدم المنازل الفلسطينية والمشروع الاستيطاني الذي ستناقشه لجنة حكومية إسرائيلية الاثنين المقبل.