ضرب حزب الله، الأربعاء، مستوطنات إسرائيلية بصواريخ مضادة للدروع، وقصف الطيران الإسرائيلي مناطق بالجنوب اللبناني، وسط تحذيرات أممية جديدة من اشتعال الجبهة، وتحول التصعيد إلى “حرب مروعة”.
وقد أعلن حزب الله أنه استهدف “مباني يستخدمها جنود العدو في المطلة، ما أدى لاشتعال النيران ووقوع من بداخلها بين قتيل وجريح”.
وجاء في بيان للحزب “استهدفنا مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة إيفن مناحم، وحققنا إصابة مباشرة”.
وأفادت مراسلة الجزيرة أن صفارات الإنذار دوت في بلدات بالجليل الأعلى، تحذيرا من عمليات إطلاق صواريخ، وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن حزب الله أصاب منزلا في مستوطنة أفيفيم.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية “تم إطلاق 4 صواريخ مضادة للدروع على المطلة، مما أدى إلى تضرر المنازل دون وقوع إصابات”.
قصف جوي ومدفعي
ومن جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلاته قصفت مبنى عسكريا ونقطة مراقبة، إلى جانب بنية أخرى لتنظيم حزب الله في مناطق شوبا وعيتا الشعب والخيام بجنوب لبنان.
وأضاف، في بيان، أنه هاجم بنيران المدفعية مناطق شبعا وكفر شوبا وكفر حمام والمطمورة في جنوب لبنان.
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي قصفا يوميا وإطلاق نار عبر الخط الأزرق، ما خلّف مئات بين قتل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
ويرهن حزب الله وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربا تشنها بدعم أميركي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، أسفرت حتى الحين عن سقوط 124 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى آلاف المفقودين.
تحذير أممي
وقد عبّر منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث عن قلقه من احتمال اتساع رقعة الحرب الإسرائيلية من غزة إلى لبنان، محذرا من أن ذلك يمكن أن يكون “مروعا”.
وقال غريفيث، الأربعاء، “إني أرى ذلك بمثابة شرارة ستشعل النار في البارود.. وهذا يمكن أن يكون مروِّعا”، مشيرا إلى جنوب لبنان.
وحذر من أن حربا ينخرط فيها لبنان “ستجر سوريا.. ستجرّ آخرين”، و”ستكون لها بالطبع انعكاسات على غزة. بالطبع سيكون لها انعكاسات على الضفة الغربية”. وأكد أن الوضع “مقلق جدا”.
في ساق متصل، حثت وزارة الخارجية الهولندية، الأربعاء، مواطنيها على مغادرة لبنان بسبب ما اعتبرته خطر التصعيد.
وقالت، على منصة إكس، الوضع (في لبنان) أصبح غير مستقر على نحو متزايد مع خطر تصعيد الصراع بين إسرائيل وحزب الله، ولا يمكن التنبؤ بمآلاته.
وفي الأيام الأخيرة، دعت العديد من الدول الأوروبية والإقليمية رعاياها إلى مغادرة لبنان خوفا من توسع الحرب.
واليوم الأربعاء، قال رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي إنه يجب عدم تحويل لبنان إلى ساحة للنزاعات المسلحة، انطلاقا من جنوب البلاد.
وأضاف أنه يجب أيضا عدم ربط استقرار لبنان ومصالحه بصراعات بالغة التعقيد وحروب لا تنتهي، حسب وصفه.