- يُعد المخ عضوًا حساسًا يتعرض لتغيرات محددة مع تقدم العمر. ويميل كبار السن إلى أن يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف.
- يهتم الباحثون بمعرفة التدخلات التي يمكنها تأخير الخرف أو حتى تحسين الوظيفة الإدراكية.
- توصلت دراسة حديثة إلى أن التدريب المتقطع عالي الكثافة، أو HIIT، لدى كبار السن قد يساعد في تحسين وظيفة الحُصين ويساعد في الحفاظ على هذا التحسن لسنوات بعد التدخل.
توفر التمارين الرياضية فوائد صحية متعددة، ويهتم الباحثون بشكل خاص باكتشاف كيفية تأثيرها على وظائف المخ لدى كبار السن.
دراسة حديثة نشرت في الشيخوخة والمرض قام الباحثون بفحص ثلاثة مستويات من التمارين الرياضية بين كبار السن الأصحاء وكيف أثرت هذه التدخلات على عمل الحُصين، وهي منطقة من الدماغ مهمة لتقوية الذاكرة. وجد الباحثون أن المشاركين الذين شاركوا في تدريبات عالية الكثافة (HIIT) شهدوا تحسنًا في وظيفة الحُصين. كما وجدوا أنهم ما زالوا يرون التحسن لمدة تصل إلى خمس سنوات بعد بدء التدخل.
مع تقدم الناس في السن، بعض
كما أن كبار السن معرضون لخطر الإصابة بالخرف بشكل أكبر، مما يجعل التدابير الوقائية والتدخلات أكثر أهمية في هذه الفئة العمرية. ويشير الباحثون في الدراسة الحالية إلى أن العمر يمكن أن يؤثر على الحُصين.
وهكذا، فإن دراسة كيفية تأثير التدخلات على هذه المنطقة من الدماغ قد يكون مفيدًا للغاية في معالجة التدهور المعرفي لدى كبار السن وربما منع الخرف.
“إن أحد السمات الرئيسية للخرف المرتبط بالشيخوخة هو تدهور مجالات معينة من الوظائف الإدراكية، وخاصة تلك المتعلقة بالتعلم المكاني والذاكرة. إن الحُصين هو منطقة بالغة الأهمية في الدماغ مسؤولة عن توحيد المعلومات المكانية في الذكريات، وهو عرضة بشكل خاص للتقدم في السن، مع وجود تقارير عن انخفاض حجم الحُصين وترابطه مع التقدم في السن.”
– مؤلفو الدراسة
قدمت الدكتورة ميشيل لونجو، وهي طبيبة أعصاب في المركز الطبي الجامعي في نيو أورليانز، وهي مؤلفة غير مشاركة في الدراسة، الرؤية التالية: الأخبار الطبية اليوم:
“إن الاستجابات التي يتم التحكم فيها من خلال التمارين الرياضية للمؤشرات الحيوية كمؤشرات لتحسين النتائج الوظيفية للحُصين توفر مقياسًا كميًا لتوفير نظام تمرين فعال. إن التحسن والاحتفاظ الطويل الأمد بقدرة الحُصين على التعلم بعد ممارسة التمارين الرياضية عالية الكثافة يوفر نظرة ثاقبة جديدة حول كيفية عزل كبار السن عن التدهور المعرفي على الرغم من أن قدراتهم على ممارسة التمارين الرياضية قد تتراجع مع تقدم العمر. يمكن أن يعزز هذا النهج بشكل كبير قدرة الأطباء على تصميم نماذج تمارين شخصية، بما في ذلك أولئك المعرضين لخطر التدهور المعرفي.”
كانت هذه الدراسة دراسة عشوائية متعددة المجالات. وقد قام الباحثون بتجنيد 194 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 65 و85 عامًا. وقد استبعدوا المشاركين الذين تعرضوا لسكتة دماغية أو صدمة دماغية أو جراحة في المخ أو القلب وأي شخص معرض لخطر كبير للإصابة بحدث قلبي مثل النوبة القلبية أثناء ممارسة الرياضة. ولم يكن لدى المشاركين أمراض عقلية أو تدهور إدراكي تم تشخيصه في البداية.
تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات للخضوع لمستويات مختلفة من شدة التمارين الرياضية:
- التدريب منخفض الكثافة، والذي يتضمن أنشطة مثل التمدد، ونطاق الحركة، وتمارين التوازن
- التدريب متوسط الشدة، وهو المشي المستمر على جهاز المشي
- التدريب عالي الكثافة، والذي تضمن فترات من العمل على جهاز المشي مع زيادة كبيرة في معدل ضربات القلب مقارنة بمجموعة التدريب متوسطة الكثافة
كما قامت مجموعة التدريب عالية الكثافة بالجمع بين التمارين الهوائية واللاهوائية.
خضع المشاركون لبرامج تمارين رياضية، حيث مارسوا الرياضة ثلاثة أيام في الأسبوع لمدة ستة أشهر تحت إشراف أخصائيي فسيولوجيا التمارين الرياضية. وأخضع الباحثون المشاركين لعدد من الاختبارات لفحص الوظائف الإدراكية والحصينية، مثل اختبار التعلم المرتبط المقترن بالحصين (PAL). كما جمعوا عينات دم شهرية من المشاركين للحصول على معلومات قيمة عن المؤشرات الحيوية.
أجرى الباحثون اختبارات معرفية شهرية أثناء التدخل وتابعوا المشاركين كل ستة أشهر بعد ذلك لمدة تصل إلى خمس سنوات.
وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن مجموعة التدريب المتقطع عالي الكثافة شهدت تحسنًا في التعلم المكاني المعتمد على الحُصين. وظلت المجموعتان الأخريان ثابتتين بدلاً من إظهار التحسن. واستمر هذا التحسن في مجموعة التدريب المتقطع عالي الكثافة خلال فترة المتابعة التي استمرت خمس سنوات. ويبدو أنه لا علاقة له باختلافات نمط الحياة والنشاط البدني خلال فترة المتابعة.
ووجد الباحثون أيضًا أن المشاركين الذين أدوا أداءً ضعيفًا في البداية في تقييم PAL أظهروا في البداية أكبر قدر من التحسن إذا كانوا جزءًا من مجموعة التدريب المتقطع عالي الكثافة. كما شهد المشاركون ذوو الأداء الضعيف في مجموعة التدريب المتوسط الكثافة بعض التحسن في هذه التقييمات، ولكن أقل من مجموعة التدريب المتقطع عالي الكثافة. ووجدوا أيضًا أن مجموعة التدريب المتقطع عالي الكثافة كان لديها حجم حُصين ثابت في الجانب الأيمن، بينما شهدت المجموعات الأخرى انخفاضًا في هذه المنطقة من الدماغ.
وباستخدام مناطق دماغية إضافية، وجد الباحثون أن الهياكل كانت في حالة أفضل في المجموعات عالية ومتوسطة الكثافة مقارنة بالمجموعة منخفضة الكثافة. كما لاحظوا “تحسنًا في الاتصال الوظيفي بين الشبكات العصبية المتعددة” في مجموعة التدريب المتقطع عالي الكثافة. ومع ذلك، عند علامة 12 شهرًا، لم يلاحظ الباحثون تحسنًا في الاتصال الوظيفي بين أزواج الشبكات مقارنة بالخط الأساسي في أي من المجموعات.
كما لاحظ الباحثون أن التغيرات في بعض المؤشرات الحيوية في مجموعة التدريب المتقطع عالي الكثافة ارتبطت بتحسن التعلم المرتبط. ولم يجد الباحثون أن تدخلات التمارين الرياضية ساعدت في تحسين الذاكرة العاملة أو التعرف على المشاعر.
وتشير النتائج إلى الفوائد المحتملة لممارسة التمارين الرياضية على الدماغ، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين يمارسون التدريب المتقطع عالي الكثافة.
لاحظ المؤلف غير المشارك في الدراسة رايان جلات، CPT، NBC-HWC، ومدرب صحة الدماغ الكبير ومدير برنامج FitBrain في معهد Pacific Neuroscience في سانتا مونيكا، كاليفورنيا، الآثار السريرية التالية للبيانات: الأخبار الطبية اليوم:
“تشير الدراسة إلى أن التدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT) يمكن أن يحسن بشكل كبير من التعلم المعتمد على الحُصين لدى كبار السن الأصحاء. وعلى الرغم من أن النتائج واعدة، إلا أنه يجب تفسيرها بحذر بسبب التباين المحتمل في الاستجابات الفردية للتمرين والسكان المحددين للدراسة. وإذا تم تأكيد هذه النتائج من خلال المزيد من البحث، فقد تفيد التدخلات القائمة على التمارين الرياضية لصحة الإدراك لدى كبار السن، وتعزيز التدريب المتقطع عالي الكثافة كاستراتيجية غير دوائية للتخفيف من التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.”
إن هذا البحث له بعض القيود. أولاً، شمل عدداً صغيراً من المشاركين، مما يعني أن الأبحاث المستقبلية قد تتكون من عينات أكبر لمعرفة ما إذا كانت النتائج متطابقة.
كان الباحثون مقيدون أيضًا بمعايير الإدراج والاستبعاد التي اتبعوها، مثل العمل فقط مع المشاركين الذين يمكنهم التواصل باللغة الإنجليزية وليس لديهم تاريخ من حالات معينة. كما لم يشملوا أي شخص يعاني بالفعل من عجز إدراكي ولم يكن لديه مجموعة تحكم خاملة. كان وجود هذه المجموعة الضابطة سيساعد في البحث لمعرفة ما إذا كانت التفاعلات الاجتماعية لها تأثير على وظائف الحُصين. نظرًا لأن البحث شمل كبار السن الأصحاء الذين يمكنهم الانخراط في تدخلات التمارين الرياضية هذه، فمن غير الواضح ما إذا كان التدخل ممكنًا للأشخاص الذين يعانون من المزيد من التحديات الصحية.
ويقر الباحثون أيضًا بأن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم ما إذا كان التمرين يؤثر على الذاكرة العاملة والاختلافات الملحوظة في مجموعة التدريبات عالية الكثافة. وأخيرًا، يعترف الباحثون بأنه من غير الواضح ما إذا كانت الأساليب المماثلة للتدريبات عالية الكثافة على فترات متباعدة من شأنها أن تنتج نفس النتائج، لذا فقد يكون هذا أيضًا محورًا للأبحاث المستقبلية.
وأشار مؤلف الدراسة، الدكتور دانيال جي بلاكمور، من معهد الدماغ بجامعة كوينزلاند، إلى المجالات التالية لمواصلة البحث فيها:
“هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تسلكها الأبحاث المستقبلية في هذا المجال. لقد أظهرنا أنه من الأهمية بمكان أن يكون هناك تدخل تمرين شديد التحكم مع مراعاة معايير متعددة. إن استخدام المؤشرات الحيوية كأداة تشخيصية للتمرين يحتاج إلى مزيد من البحث ونحن الآن ننظر أيضًا إلى العوامل الوراثية التي قد تنظم استجابة الشخص للتمرين لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا تحديد من سيستجيب ومن لن يستجيب لهذا التدخل.”