نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مصادر قولها إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات أسرى أن إسرائيل ستقدم لحركة حماس مقترحا محدثا لوقف إطلاق النار خلال يومين، وقد نقلت وكالة رويترز عن مصادر غربية وفلسطينية ومصرية أن إسرائيل تسعى إلى إدخال تعديلات على صفقة التبادل. يأتي ذلك في ظل زيارة نتنياهو إلى واشنطن ولقائه الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس وسط تأكيد أميركي على ضرورة وقف الحرب وقرب إبرام صفقة التبادل.
وبحسب وكالة رويترز نقلا عن مسؤول غربي ومصدر فلسطيني ومصدرين مصريين فإن المساعي الإسرائيلية للتعديل على خطة تهدف إلى التوصل لهدنة في غزة وإطلاق سراح المحتجزين قد يعقّد التوصل لاتفاق ينهي القتال المستمر منذ نحو 10 أشهر وأسفر عن تدمير قطاع غزة وسقوط نحو 130 ألف شهيد وجريح فلسطيني.
وقالت المصادر الـ4 لرويترز إن إسرائيل تقول إنه يتعين فحص النازحين الفلسطينيين لدى عودتهم إلى شمال القطاع عندما يبدأ وقف إطلاق النار، متراجعة بذلك عن توافق يسمح للمدنيين الذين فروا إلى الجنوب بالعودة إلى ديارهم بحرية.
وقال المصدر الفلسطيني والمصدران المصريان لوكالة رويترز إن حركة حماس رفضت المطلب الإسرائيلي الجديد.
وأشار المصدران المصريان إلى أن هناك نقطة خلاف أخرى تتعلق بمطلب إسرائيل الاحتفاظ بالسيطرة على حدود غزة مع مصر، وهو ما ترفضه القاهرة باعتباره يتجاوز أي إطار لاتفاق نهائي ترضى به الأطراف.
جهود أميركية
وتأتي الأنباء عن التراجع الإسرائيلي الجديد في الوقت الذي دعا فيه الرئيس الأميركي جو بايدن خلال محادثاته في واشنطن يوم الخميس مع نتنياهو للتوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن شدد خلال لقائه مع نتنياهو على الحاجة لسد الفجوات من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. كما أكد على ضرورة إزالة العقبات أمام تدفق المساعدات، إلى جانب حماية أرواح المدنيين خلال العمليات العسكرية.
وقال مستشار الاتصالات الإستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي إن صفقة بشأن استعادة المحتجزين باتت قريبة. وأكد كيربي أنه ما تزال هناك ثغرات يمكن تجاوزها في طريق هذه الصفقة، غير أنه من الممكن التغلب عليها وأضاف “يرى الرئيس أن إتمام صفقة المحتجزين ووقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع هما السبيل الوحيد كي تستعيد الأسر أبناءها”.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن والدة أسير في غزة أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أخبر عائلات الأسرى بشكل واضح أن الصفقة قريبة جدا وأنها تعتمد على الإرادة والقيادة على حد تعبيره.
في هذه الأثناء، قالت عائلات أسرى إسرائيليين بعد لقائهم مع الرئيس الأميركي إن اللقاء كان بناء وصريحا وإنها تشعر بتفاؤل أكبر من السابق.
من جانبها قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس عقب لقائها مع نتنياهو إن ما حدث في غزة على مدى الأشهر التسعة الماضية مدمر.
وأضافت أنها لن تصمت تجاه المعاناة في القطاع كما لا يمكن غض الطرف عن صور الأطفال القتلى والنزوح المتكرر ووصفت قتل الأطفال في غزة بأنه مأساة مروعة ودعت لوقف الحرب.
وأكدت هاريس أنها عبرت لنتنياهو عن قلقها الشديد إزاء الوضع الإنساني المزري في غزة. وأشارت إلى أن الوقت حان لتنتهي هذه الحرب وأن هناك اتجاها متفائلا بشأن محادثات وقف إطلاق النار.
وفي السياق نقلت واشنطن بوست عن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية أن إطار صفقة لوقف إطلاق النار قد اتفق عليه إلى حد كبير، وأن بايدن ونتنياهو يركزان الآن على مرحلة التنفيذ، ومتفائلان بأن الصفقة لا تزال في متناول اليد.
وقالت الصحيفة إن نظرة واشنطن إلى أن حركة حماس تتحمل اللوم عن عدم التوصل إلى اتفاق تغيرت في وقت سابق من هذا الشهر، عندما وجه نتنياهو رئيس الموساد بوضع مطالب جديدة.
وتتوسط الولايات المتحدة وقطر ومصر في محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس تتمحور حول إطار عمل يستند إلى عرض إسرائيلي دعمه بايدن الذي يضغط على الجانبين لحل ما يتبقى من خلافات.
ويتألف الإطار من 3 مراحل تتضمن الأولى منها وقف إطلاق النار لـ6 أسابيع وتحرير الرهائن من النساء وكبار السن والجرحى مقابل الإفراج عن المئات من الفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل.
ومن المفترض أن تستمر المحادثات بشأن المرحلة الثانية -التي يصفها بايدن بأنها “نهاية دائمة للأعمال القتالية”- خلال المرحلة الأولى. وستبدأ عمليات إعادة إعمار كبرى في المرحلة الثالثة. ويقول مسؤولون أميركيون منذ أسابيع إن الاتفاق أصبح قريبا إلا إنه لا تزال هناك نقاط عالقة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل -بدعم أميركي مطلق- حربا مدمرة على غزة أسفرت عن أكثر من 129 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.