ذكر تقرير نشره موقع “نيوز ري” الروسي أن الخبراء يعتقدون أن حديث رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عن بناء تحالف شرق أوسطي يشبه حلف شمال الأطلسي (الناتو) تم بإيعاز من القيادة الأميركية التي تأمل أن تتمكن من كسب نقاط إضافية مع احتدام سباق الانتخابات الرئاسية.
وبحسب الموقع الروسي، فإن نتنياهو قال إن إنشاء هذا الحلف يتم بالتعاون مع شركاء آخرين في الشرق الأوسط لضمان أمن المنطقة، ضد ما أسماه التهديد الإيراني المتصاعد.
وأوضح التقرير أن روسيا وجهت انتقادات مباشرة لدعوة نتنياهو لإنشاء حلف مواز للناتو، حيث وصف ديمتري بيسكوف، السكرتير الإعلامي للرئيس فلاديمير بوتين، هذا التحالف المقترح بأنه “آلية عدائية” وشكك في الحاجة لإنشاء هذا الجسم في الشرق الأوسط.
معضلة غزة
وقال “نيوز ري” إن رئيس لجنة العلاقات الدولية في المجلس الفدرالي الروسي غريغوري كاراسين علّق على هذه الفكرة بقوله إن نتنياهو يحتاج للتعامل مع الأزمة على المستوى الداخلي، وإنهاء سفك الدماء في غزة، وإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وحينها فقط يمكنه التوجه نحو الترويج لمشروع عالمي.
وأضاف كاراسين أنه “دون حل المشكل الخطير القائم اليوم، من الصعب التفكير في الغد. لذلك دعونا نبدأ بمناقشة المسألة الفلسطينية، والوضع في غزة، ثم بعد ذلك يأتي الانخراط في التخطيط العالمي”.
كما أكد أليكسي غورافليف، النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما أن “أنشطة الناتو في الشرق الأوسط بدأت منذ وقت طويل، والرد على الأعمال الشائنة التي ارتكبها الغرب تمثل في العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا”.
وزاد أن حلف شمال الأطلسي تمدد كثيرا منذ إنشائه، ليصل إلى السواحل الإسرائيلية والمحيط الهادئ.
فكرة قديمة
وبحسب الموقع الروسي، لا يعتبر إنشاء تجمع للدول المعادية لإيران ضمن منظومة أمنية مشتركة فكرة جديدة، إذ إن الإسرائيليين يفكرون فيها منذ وقت طويل.
وكشف غيفورغ ميرزايان، عالم السياسة والأستاذ في كلية العلوم المالية الروسية، أن إسرائيل في حالة اندلاع حرب ضد إيران لا ترغب أن تكون وحدها في المواجهة، وهي تتوقع من دول أخرى على رأسها الولايات المتحدة أن تقف في صفها.
وفي ظل هذه الاعتبارات، يرى ميرزايان أنه من الصعب توقع الدول التي قد تنضم إلى تحالف عسكري شرق أوسطي في حال أن رأى النور، والأمور يحددها بشكل كبير اللاعب الرئيسي في هذه القصة، وهو الولايات المتحدة.
أما الخبير السياسي الروسي ماكسيم غاروف، فقال إن هذه “المغامرة اليائسة” التي انخرط فيها نتنياهو لن يتم تنفيذها، إلا إذا فشلت مرشحة الحزب الديمقراطي (كامالا هاريس) في كسب نقاط انتخابية من خلال الدفع نحو تحقيق السلام في قطاع غزة وأوكرانيا، وبالتالي لا خوف في الوقت الحالي من إنشاء ناتو شرق أوسطي.
غير أنه أكد أن إيران ملزمة باستخلاص العبر من المقترح الذي سربه نتنياهو.