ويقول الانفصاليون الطوارق إنهم “دمروا” أرتال العدو واستولوا على كمية كبيرة من المعدات والأسلحة.
أعلن تحالف انفصالي يضم في معظمه الطوارق تحقيق انتصار كبير على جيش مالي وحلفائه الروس بعد ثلاثة أيام من القتال العنيف في منطقة على الحدود الجزائرية.
وقال محمد المولود رمضان المتحدث باسم تحالف الإطار الاستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية (CSP-PSD) في بيان يوم الأحد: “قواتنا قضت على هذه الأرتال المعادية بشكل حاسم يوم السبت”.
وأضاف البيان أنه “تم الاستيلاء على كمية كبيرة من المعدات والأسلحة أو إتلافها”، وأسر أسرى، مضيفا أن سبعة متمردين قتلوا وأصيب 12 آخرون في المعارك في منطقة تينزاوتين.
استولى الحكام العسكريون في مالي بقيادة العقيد أسيمي جويتا على السلطة في عام 2020 ولجأوا إلى مجموعة فاغنر الروسية من المرتزقة للحصول على مساعدة أمنية، بعد طرد القوات الفرنسية في عام 2022.
الطوارق هم مجموعة عرقية تقاتل من أجل الاستقلال منذ عام 2012.
اندلعت اشتباكات واسعة النطاق، الخميس، بين جيش الدولة الواقعة في غرب أفريقيا والانفصاليين في تينزاوتين، بعد أن أعلن الجيش استعادته السيطرة على عدة مناطق.
وتقع مدينة تينزاوتين في محيط الأراضي الجزائرية بالكامل تقريبا، وكانت مسرحا لمعارك أخرى بين القوات الانفصالية والجيش خلال العقد الماضي.
وقالت قوات الأمن المركزية إنها ألحقت أضرارا بمروحية تحطمت في كيدال، معقل المتمردين. وفقدت الجماعات الانفصالية السيطرة على عدة مناطق في عام 2023 بعد هجوم شهد سيطرة قوات الحكومة العسكرية على كيدال.
وقال الجيش المالي في بيان إن جنديين قتلا وأصيب عشرة آخرون. وأضاف أن إحدى مروحياته تحطمت في كيدال يوم الجمعة أثناء مهمة روتينية لكن لم يسقط قتلى.
وقال أداما غاي، الصحافي والمؤلف والمدير السابق للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، للجزيرة يوم الأحد إن قوات الطوارق قد تتلقى مساعدة خارجية، بما في ذلك من الجيش الفرنسي والجماعات المسلحة الإقليمية “الموالية لتنظيم القاعدة”.
أفادت تقارير أن مقاتلي فاغنر متورطون
وفي بعض مقاطع الفيديو التي تبادلها المتمردون مع وكالة فرانس برس للأنباء، ظهر جنود بيض بين السجناء، وفق ما ذكرت الوكالة في تقرير لها الأحد.
وقال مسؤول محلي وموظف سابق في بعثة الأمم المتحدة في كيدال لوكالة فرانس برس إن الجيش المالي انسحب وأن ما لا يقل عن 15 مقاتلاً من مجموعة فاغنر الروسية قتلوا أو اعتقلوا.
وزعم موسى أغ إنزوما، أحد أعضاء الحركة الانفصالية، أن “العشرات” من مقاتلي وجنود فاغنر قتلوا أو أسروا.
وأفاد العديد من المدونين العسكريين الروس بمقتل ما لا يقل عن 20 عنصراً من مجموعة فاغنر في كمين بالقرب من الحدود الجزائرية.
وقال المدون العسكري الروسي البارز سيميون بيغوف، الذي يستخدم اسم “وار غونزو”: “قُتل في مالي موظفون من مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، كانوا يتحركون في قافلة مع القوات الحكومية… وتم القبض على بعضهم”.
وذكرت قناة “بازا تليجرام” الإخبارية، التي ترتبط بهياكل أمنية روسية، أن ما لا يقل عن 20 مقاتلاً من مجموعة فاغنر قتلوا.
ولم يتسن للجزيرة التأكد بشكل مستقل من صحة تقرير المدون أو وكالة فرانس برس.
قالت مالي إن القوات الروسية ليست مرتزقة فاغنر، بل مدربون يساعدون القوات المحلية بمعدات تم شراؤها من روسيا.
وقال تقرير بازا يوم الأحد إن مقاتلي فاغنر موجودون في مالي منذ عام 2021 على الأقل.
وفي الوقت نفسه، كانت هناك عدة اتهامات بانتهاك حقوق السكان المدنيين من قبل الجيش المالي وقوات فاغنر. وتنفي السلطات المالية هذه المزاعم.
كما هزت مالي منذ عام 2012 أعمال عنف من جانب المتمردين المرتبطين بتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، فضلاً عن الدفاع الذاتي المجتمعي والمنظمات الإجرامية.