29/7/2024–|آخر تحديث: 29/7/202408:23 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
أعلن المجلس الوطني الانتخابي في فنزويلا فوز الرئيس نيكولاس مادورو بولاية رئاسية ثالثة بنيله 51.2% من أصوات الناخبين، بعد بعد فرز 80% من صناديق الاقتراع وإثر عملية اقتراع تحدثت خلالها المعارضة عما وصفتها بأعمال ترهيب ومخاوف من التزوير.
وقال رئيس المجلس الانتخابي إلفيس أموروزو إن مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا الذي كان متقدما في استطلاعات الرأي، نال 44.2% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس الأحد. رغم أن المعارضة قالت في وقت سابق إن لديها ما يدعوها “للاحتفال” وطلبت من أنصارها مواصلة مراقبة عملية فرز الأصوات.
وفي أول رد فعل على نتائج الانتخابات الفنزويلية أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الإثنين من طوكيو عن “مخاوف جدية” من أن الفوز المعلن للرئيس نيكولاس مادورو “لا يعكس إرادة أو أصوات الشعب الفنزويلي”.
وسبق أن دعا بلينكن إلى فرز “عادل وشفّاف” لأصوات المقترعين في الانتخابات الرئاسية في فنزويلا. وقال بلينكن في بيان “الآن وقد انتهى التصويت، من المهم فرز كل صوت بشكل عادل وشفاف. ندعو السلطات الانتخابية لنشر الجدول التفصيلي للأصوات لضمان الشفافية والمحاسبة”.
دعوة المعارضة
وفي وقت سابق دعت زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو الناخبين للبقاء في مراكز الاقتراع لمراقبة عمليات فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية. وقالت ماتشادو من مقر الحملة الانتخابية للمعارضة في العاصمة كاراكاس “نود أن نطلب من جميع الفنزويليين البقاء في مراكز الاقتراع الخاصة بهم. أن يبقوا هناك لمراقبة” عمليات فرز الأصوات.
وأضافت وقد وقف إلى جانبها مرشح المعارضة للرئاسة إدموندو غونزاليس أوروتيا “لقد ناضلنا طوال هذه السنوات من أجل هذا اليوم، وهذه هي الدقائق الحاسمة”.
ولم تتمكن ماتشادو من خوض الانتخابات بعدما قضت السلطات بعدم أهليتها، فرشحت المعارضة مكانها الدبلوماسي أوروتيا.
وأدلى الفنزويليون أمس الأحد بأصواتهم في انتخابات توصف بالأهم خلال ربع قرن، وسط ثقة الرئيس مادورو بالفوز وحديث المعارضة عن مكتسبات وتحذيرها من احتمال حدوث مخالفات.
وخاض السباق 10 مرشحين، لكن المنافسة تنحصر بين مادورو (61 عاما) المرشح لولاية ثالثة من 6 سنوات، والدبلوماسي السابق إدموندو غونزاليس أوروتيا (74 عاما) الذي حلّ بصورة مفاجئة محل زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو الواسعة الشعبية عند إعلان السلطات عدم أهليتها للترشح.
وقد دُعي نحو 21 مليون ناخب من أصل 30 مليون فنزويلي للتوجه إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم.
وفي حين تتحدث بعض استطلاعات الرأي عن تقدم المعارضة، يؤكد مراقبون أن المنافسة شديدة، في حين يستند النظام إلى أرقام أخرى لتأكيد ثقته بالفوز.
وقال مادورو -وهو وريث الرئيس السابق هوغو تشافيز الذي حكم منذ عام 1999 وحتى وفاته في 2013- إن بلاده لديها النظام الانتخابي “الأكثر شفافية” في العالم، وإن مستقبل فنزويلا للسنوات الـ50 المقبلة يتقرر يوم 28 يوليو/تموز الجاري، ما بين فنزويلا السلام أو العنف”.
وحذر الرئيس الفنزويلي من احتمال حدوث “حمام دم في حرب أهلية بين الأشقاء يثيرها الفاشيون”، مشيرا إلى أنه سيضمن السلام والنمو الاقتصادي، مما يجعل فنزويلا أقل اعتمادا على دخل النفط.
أزمات وعقوبات
وشهدت حكومة مادورو ما تصفه تقارير صحفية غربية بالانهيار الاقتصادي وهجرة نحو ثلث السكان وتدهورا حادا في العلاقات الدبلوماسية فاقمته العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، والتي أثرت على صناعة النفط، في حين تؤكد السلطات أن الأزمة نتيجة “الحصار الإجرامي” المفروض على البلاد.
وانهار إنتاج النفط في فنزويلا، متراجعا من أكثر من 3 ملايين برميل في اليوم إلى أقل من مليون، في حين تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 80% خلال 10 سنوات، وسجلت البلاد تضخما أرغم السلطات على “دولرة” الاقتصاد جزئيا.
وشددت الولايات المتحدة عقوباتها على فنزويلا بهدف إبعاد مادورو بعد إعادة انتخابه في عملية اقتراع أثارت جدلا عام 2018، إذ احتجت عليها المعارضة منددة بأعمال تزوير، وأثارت مظاهرات في البلاد.