ضعف الخلافة بشكل واضح في عهد الخليفة المستعين الله الذي تولى الحكم عام 248 بعد وفاة والده ، وظهرت الفتنة في البلاد ، فماذا يقول التراث الإسلامي؟
وكتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير تحت عنوان (دخلت سنة مئتان وتسعة وأربعون) يقول:
اجتمع يوم الجمعة في منتصف رجب مجموعة من المسلمين وأهل الروم بالقرب من ملاطية ، وقاتلوا بضراوة وقتلوا كثيرين من الفريقين ، وقتلوا أمير المسلمين عمر بن عبيد الله بن الأقصى ، وقتل معه ألفي مسلم ، وكذلك قتل علي بن يحيى الأرماني ، وكان زعيمًا في جماعة من المسلمين أيضًا. إنا لله وإنا إليه راجعون.
كان هذان الأميران من بين أعظم أنصار الإسلام.
وحدثت فتنة كبيرة في بغداد في اليوم الأول من شهر صفر ، وذلك لأن الجنرالات كرهوا مجموعة من الأمراء الذين انتصروا على الخلافة وقتلوا المتوكل وأضعفوا المنتصر والمستعينين من بعده ، فصار وصعدوا إلى السجن ، فأخرجوا من كان بداخله ، وأتوا إلى أحد الجسرين ، وقطعوه وضربوا الآخر. بالنار احترقوا ودعوا الى حشد فاجتمع عدد كبير من الناس ونهبوا اماكن متفرقة وكان ذلك في الجهة الشرقية من بغداد.
ثم جمع أهل اليسار أموالاً كثيرة من أهل بغداد لإنفاقها على من يصعد إلى جبهات المسلمين لمحاربة العدو مقابل من قتل من المسلمين هناك فجاء الناس من هناك. مناطق الجبال والأحواز وبلاد فارس وغيرها لغزو الرومان وذلك لأن الخليفة والجيش لم يصعدوا إلى بلاد الروم ويقاتلون أعداء الإسلام وأضعف جانب الخلافة وهم شغلوا أنفسهم بالحفلات والملاهي ، وفي تلك المرحلة غضب عامة الناس من ذلك وفعلوا ما ذكرناه.
بعد تسعة عشر يومًا من ربيع الأول صعد أغلب أهل سامراء إلى السجن وخرجوا منه أيضًا كما فعل أهل بغداد ، وجاء إليهم قوم من الجيش يُدعى الزرافة. وهزمهم الجنرالات.
وفي وسط ربيع الآخر حدثت فتنة بين الأتراك ، لأن المستعين فوض الخلافة والتصرف في أموال الخزينة لثلاثة ، وهم أتامش التركي. رآك العبد وأم الخليفة.
ولم يمنعها من أي شيء تريده ، وكان لها كاتب اسمه سلامة بن سعيد النصراني.
فاستمر عتامش في الإسراف في أخذ النقود حتى لم يبق شيء في الخزانة ، فاغتاظ الأتراك على ذلك ، وغيروه ، فاجتمعوا وركبوا عليه ، وأحاطوا بقصر الخلافة وهو مع الرجل. ولم يستطع منعه عنهم أو دفعهم عنه ، فأخذوه وأذلوه وقتلوه ونهبوا ماله وحاصله ودورته ، وعهد الخليفة من بعده أبو صالح عبد الله بن محمد بن يزداد ، وهو استولى على طاغية فلسطين الشاب ، وتولى أمة الأحواز ، وكان هناك الكثير من اللبس والشر ، وكان الخليفة ضعيفًا وضعيفًا.
وانتقل المغاربة إلى سامراء ، الخميس ، بعد ثلاثة أشهر من جمادى الآخرة ، وكانوا يتجمعون ويركبون ثم يتفرقون.
ويوم الجمعة الخامس المتبقي من جمادى الأولى ، وهو اليوم السادس عشر من تموز ، أمطر أهل السامرة بأمطار غزيرة مع رعد قوي وبرق مستمر وسحب مغلقة. وأعقب ذلك هزة أرضية شديدة تحطم منها الدور ومات منه كثير من الناس وغادر باقي أهلها إلى الصحراء.
وهناك حج على الناس عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الإمام أمير مكة.
وفيه توفي الأعيان أيوب بن محمد الوزان.
والحسن بن الصباح البزار مؤلف كتاب السنن ، ورجا بن مرجى الحافظ ، وعبد بن حميد صاحب التأويل الكامل.
وعمرو بن علي الفلاس.