روسيا تدرس إضفاء الشرعية على العملات المشفرة للمدفوعات العالمية في ظل العقوبات المستمرة التي تواجهها

تدرس روسيا إضفاء الشرعية على استخدام العملات المشفرة في المدفوعات الدولية في الوقت الذي تواجه فيه البلاد ضغوطا مالية مستمرة بسبب العقوبات الغربية.

قالت إلفيرا نابيولينا محافظة البنك المركزي الروسي اليوم الثلاثاء إن مجلس الدوما، وهو المجلس الأدنى في البرلمان الروسي، سينظر يوم الثلاثاء في قانون يسمح بإجراء مدفوعات دولية عبر العملات المشفرة.

وقالت نابيولينا، في كلمة أمام مجلس الاتحاد الروسي، وهو المجلس الأعلى في البرلمان الروسي، بحسب وكالة أنباء ريا نوفوستي المملوكة للدولة، “يدرس مجلس الدوما اليوم قانونا يسمح بالتسويات بالعملات المشفرة في إطار نظام تجريبي”.

ومن المتوقع أن يوافق مجلس الدوما على القانون يوم الثلاثاء، حسبما ذكرت وكالة رويترز للأنباء.

ويتطلع البنك المركزي الروسي أيضًا إلى نقل الأموال عبر الحدود باستخدام العملات المشفرة، حيث قال رئيسه إن المدفوعات القائمة على العملات المشفرة ستتم قبل نهاية عام 2024.

وقالت “نحن نناقش بالفعل شروط التجربة مع الوزارات والدوائر الحكومية والشركات، ونتوقع أن تتم الدفعات الأولى من هذا النوع قبل نهاية هذا العام”.

ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السفارة الروسية في لندن على خطط البلاد لتبني تشريع مؤيد للعملات المشفرة عندما اتصلت بها شبكة CNBC يوم الثلاثاء.

إن التزام البنك المركزي باستخدام العملات المشفرة كطريقة للدفع عبر الحدود يمثل تراجعًا عن موقف الجهة التنظيمية السابق بشأن التكنولوجيا.

في يناير/كانون الثاني 2022، اقترح البنك المركزي الروسي حظر استخدام العملات المشفرة في المعاملات، فضلاً عن تعدين العملات الرقمية، مشيرًا إلى التهديدات التي تتعرض لها الاستقرار المالي ورفاهية المواطنين وسيادة السياسة النقدية.

ويأتي ذلك في الوقت الذي أدت فيه التوترات المتزايدة بين روسيا والولايات المتحدة وحلفائها إلى فرض عقوبات لا حصر لها على الأفراد والكيانات في روسيا ردا على هجومها على أوكرانيا.

كانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا من بين الدول التي فرضت عقوبات على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022. وواصلت هذه الدول تكثيف الضغوط على البلاد، مستهدفة الرئيس فلاديمير بوتن والقطاع المالي الروسي وعدد لا يحصى من الأوليغارشيين.

وبشكل منفصل، تدرس روسيا أيضًا تنفيذ نسخة رقمية من الروبل.

تختلف العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية، أو CBDCs، عن العملات المشفرة. على عكس بيتكوين العملات الرقمية للبنوك المركزية، وغيرها من العملات المشفرة، التي لا توجد سلطة مركزية تحكمها، تصدرها الحكومات مباشرة وهي مصممة لتكرار العملات الورقية في شكل رمز رقمي.

قالت محافظة البنك المركزي الروسي نابيولينا، اليوم الثلاثاء، إن البنك سيسعى إلى الابتعاد عن المرحلة التجريبية نحو التنفيذ الشامل للروبل الرقمي اعتبارًا من يوليو 2025، حسبما ذكرت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية.

وقد حاولت بلدان أخرى خاضعة للعقوبات في كثير من الأحيان التحايل على مثل هذه القيود المالية من خلال استخدام العملات المشفرة.

اتُهمت كوريا الشمالية في مناسبات عديدة بجمع ملايين الدولارات من العملات المشفرة للمساعدة في تمويل برامج الدولة المختلفة والتهرب من العقوبات الأجنبية.

كانت مجموعة القرصنة المدعومة من الدولة الكورية الشمالية Lazarus وراء عملية سرقة ضخمة على شبكة Ronin – وهي سلسلة كتل تدعم لعبة رمزية غير قابلة للاستبدال (NFT) شهيرة تسمى Axie Infinity. وقد شهد الاختراق سرقة مجرمي الإنترنت لأكثر من 600 مليون دولار من الرموز الرقمية، وفقًا لشركتي تحليل blockchain Elliptic و Chainalysis في وقت سابق.

من ناحية أخرى، يزعم أنصار العملات المشفرة أن الأصول الرقمية تشكل أداة مفيدة لمكافحة الأنشطة غير المشروعة. وذلك لأن الشبكات التي تدعمها، والتي تسمى سلاسل الكتل، عامة وتظهر سجلاً تاريخياً للمعاملات آمناً من الناحية التشفيرية ولا يمكن تغييره.