قالت جماعة تابعة لتنظيم القاعدة إنها قتلت 50 من المرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية و10 جنود ماليين في كمين بمنطقة كيدال شمال مالي قرب الحدود مع الجزائر يوم السبت.
ونقلت مجموعة “سايت” للاستخبارات يوم الأحد عن بيان لفرع تنظيم القاعدة معروف باسم جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، قوله إن مسلحيه تمكنوا من “استدراج قافلة من الجيش المالي ومرتزقة فاغنر في كمين معقد” جنوبي تين زاوتين.
ووقع جنود الجيش المالي وقوات فاغنر في الكمين بعد انسحابهم من تين زاوتين التي حاولوا الاستيلاء عليها من انفصاليين بقيادة الطوارق.
وقال مصدران أمنيان إن القافلة تعرضت لهجوم من جانب الانفصاليين وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين في منطقة نائية، لكن مدى التنسيق بين المجموعتين غير واضح.
واتهمت السلطات المالية جماعات الطوارق ومن وصفتهم بـ”الجهاديين” بالتعاون.
وأقر الجيش المالي -في بيان أمس الاثنين- بمقتل “عدد كبير” من عناصره في المعارك بعد أن بدأ “عملية استقرار” في المنطقة التي ينشط فيها المتمردون في 19 يوليو/تموز وشن هجوما في 25 يوليو/تموز.
وأضاف البيان أن العواصف الرملية لعبت لصالح خصومهم، مما سمح لهم بإعادة تنظيم صفوفهم حول القافلة. واندلعت اشتباكات عنيفة وتكبدت القوات خسائر بشرية ومادية فادحة دون تقديم مزيد من التفاصيل.
ضربة قوية
ووقع الكمين في نفس اليوم الذي قالت فيه حركة “الإطار الإستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية” الانفصالية إنها قتلت وجرحت عشرات من الجنود الماليين ومرتزقة فاغنر في أيام من القتال في بلدة تين زاوتين الحدودية.
ويمثل عدد القتلى ضربة قوية فيما يبدو أنه أثقل هزيمة تتكبدها مجموعة فاغنر منذ أن تدخلت قبل عامين لمساعدة المجلس العسكري بمالي في قتال جماعات تنظم حركات عصيان في منطقة الساحل منذ عام 2012.
وتقول مالي -التي استولى فيها الجيش على السلطة في انقلابين عامي 2020 و2021- إن أفراد القوات الروسية هناك ليست مرتزقة فاغنر، لكنهم مُدرِبون يساعدون القوات المحلية بمعدات تم شراؤها من روسيا.
لكن فاغنر قالت -في بيان نادر أمس الاثنين- إن أفرادها قاتلوا إلى جانب جنود ماليين في الفترة من 22 إلى 27 يوليو/تموز بالقرب من تين زاوتين وتكبدوا خسائر فادحة تضمنت مقتل قائدهم سيرغي شيفتشينكو.
وأفاد عدد من المدونين العسكريين الروس بمقتل 20 عضوا من فاغنر على الأقل.
والطوارق هم جماعة عرقية تسكن منطقة الصحراء الكبرى التي تتضمن أجزاء من شمال مالي. ويشعر كثيرون منهم بالتهميش من جانب الحكومة المالية.
وبدأ انفصاليون بقيادة الطوارق تمردا في عام 2012 تراجع إلى شمال مالي القاحل ثم هيمنت عليه جماعات إسلامية توصف بالتشدد.
أما فاغنر فتأسست عام 2014 وبدأت بحوالي ألف مقاتل، تزايد عددهم مع الوقت ووصل إلى 20 ألفا. وبرز دورها بالقتال في مناطق النزال وفي الحرب الروسية الأوكرانية وكذلك في سوريا. واتهمت بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وكذلك جرائم قتل واغتصاب ضد المدنيين.
كما تنتشر أعداد من قوات فاغنر في جمهورية أفريقيا الوسطى منذ عام 2017 لحراسة مناجم الألماس والذهب، ويتوزع وجودها بين مدغشقر وموزمبيق. وقد دعيت إلى مالي من قبل الحكومة لتوفير الأمن في الدولة ضد الجماعات المسلحة.