31/7/2024–|آخر تحديث: 31/7/202411:39 م (بتوقيت مكة المكرمة)
أثار اغتيال مراسل الجزيرة إسماعيل الغول والمصور رامي الريفي، اليوم الأربعاء، تنديدات متلاحقة واتهامات لجيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف الصحفيين والإعلاميين لإسكات صوتهم ومنعهم من نقل صور جرائمها في قطاع غزة.
واغتالت قوات الاحتلال مراسل الجزيرة والمصور رامي، بقصف استهدفهما أثناء وجودهما في سيارتهما بمدينة غزة. وأقر نادي الصحافة في واشنطن بأن الغول كان يرتدي سترة وخوذة تحملان شعار الصحافة خلال تعرضه للقصف.
ووصف صحفي الجزيرة تامر المسحال عملية اغتيال الغول والمصور رامي بأنها “جريمة بشعة وممنهجة”، تستهدف قناة الجزيرة.
وكشف عن تفاصيل الاتصال بين إدارة الجزيرة في الدوحة ومراسلها في غزة قبل اغتياله، حيث حدث اتصال بينهما عند الرابعة و53 دقيقة، وأخبر الغول الإدارة بأن الاحتلال الإسرائيلي استهدف سطح منزل مجاور لركام منزل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد إسماعيل هنية في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.
وكان الغول يقوم بتغطية صحفية فوق ركام منزل هنية رفقة صحفيين آخرين، وفهم أن القصف الإسرائيلي هو رساله له ولزملائه الصحفيين، فأخلوا المكان، الذي لم يكن عسكريا بدليل أن أطفالا كانوا هناك يرفعون صورة هنية.
ويضيف المسحال أن مراسل الجزيرة والمصور غادرا المكان، ولكن إدارة الجزيرة تلقت اتصالا بعد حوالي نصف ساعة تفيد باستهدافهما، وأنهما استشهدا على الفور.
ابن مخيم الشاطئ
ويقول المسحال إن الغول -الذي وصفه بأنه وجه الجزيرة في غزة- هو ابن مخيم الشاطئ ويبلغ من العمر 28 عاما، تخرج من قسم الصحافة في الجامعة الإسلامية بغزة، والتحق بقناة الجزيرة خلال الحرب الحالية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة.
كما يؤكد أن الجزيرة أعطت تعليمات لمراسليها بتوخي الحذر الشديد خلال تغطيتهم الصحفية، وأن الغول مثله مثل بقية المراسلين أصروا على التغطية بكل مهنية ومسؤولية.
وللغول طفلة واحدة وزوجة توجدان في جنوب قطاع غزة، ولم يلتقهما منذ شهور، لأنه يقوم بتغطية المجازر الإسرائيلية ومعاناة المواطنين في مناطق مختلفة من غزة، كما يقول المسحال.
من جهته، أشاد مراسل الجزيرة أنس الشريف في مداخلة بمهنية زميله، وقال إنه عاش المعاناة مع أهل القطاع، ولم يغادر الميدان وتغطية الجرائم الإسرائيلية في غزة.
خبر صادم
كما قال مراسل الجزيرة في قطاع غزة إسماعيل أبو عمر إن خبر استشهاد الغول والريفي كان صادما، مشيرا إلى أنهما استهدفا بنفس الطريقة التي استهدف بها هو نفسه قبل أشهر.
وأضاف أنه تعرض لقصف مباشر من مسيّرة إسرائيلية وهو يتحرك على دراجة بعد إصابته في القصف الأول، “وهذا يعكس تعمد وإصرار الاحتلال على تصفية الصحفيين”.
وقال إن صحفيي غزة حاليا يعيشون إحباطا شديدا بسبب هذه الاستهدافات المباشرة لكنهم يواصلون العمل من أجل نقل ما يتعرض له الفلسطينيون من إبادة جماعية إلى العالم.
وأكد أن الصمت الدولي يدفع الاحتلال لمواصلة ارتكاب جرائمه بحق الفلسطينيين بمختلف فئاتهم لأنه لا يخشى المحاسبة.
وكان أبو عمر قد فقد إحدى رجليه بعد استهدافه في فبراير/شباط الماضي.
حالة إجرامية
من جانبه، ندد الرئيس السابق للاتحاد الدولي للصحفيين، فيليب لوروث -في تصريح للجزيرة- بالهجوم الإسرائيلي على مراسل الجزيرة، وقال إن ما جرى “حالة إجرامية”، وإن إسرائيل تستهدف الصحفيين للحيلولة دون نقل ما تقوم به في غزة. وتحدث عن صور مرعبة ومروعة تأتي من غزة.
وأضاف أن الصحفيين مدنيون ويجب أن يحظوا بالحماية، ولهم حق الوصول إلى المعلومة بموجب القانون الدولي، مؤكدا أنه ليس من قبيل الصدفة أن تستهدفهم إسرائيل في غزة.
كما أشاد الرئيس السابق للاتحاد الدولي للصحفيين بمراسلي الجزيرة الذين يستمرون في نقل الحقيقة للناس. وقال إن حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل تتصرف كأسوأ مجرم، معربا عن ثقته بأنه ستتم محاسبة الإسرائيليين بسبب هذه الاغتيالات وغيرها، وبسبب جرائمهم ضد حرية الصحافة.