قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة -نقلا عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للمنظمة- إن تدمير سد كاخوفكا جنوبي أوكرانيا سيؤثر سلبا على الأمن الغذائي العالمي، في الأثناء دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تحقيق دولي حول تدمير هذا السد.
وأضاف المتحدث الأممي أن الفيضانات الناجمة عن دمار “كاخوفكا” تسببت في تدمير آلاف الهكتارات من المحاصيل الزراعية، وأن السلطات المحلية أكدت أن تدمير السد أهلك نظام الري في مناطق دنيبرو وخيرسون وزاباروجيا.
يأتي ذلك بينما أكدت أوكرانيا أن قواتها في باخموت شرقي البلاد تحولت من موقع الدفاع إلى الهجوم، حيث تقدمت الأربعاء مسافة تتراوح بين 200 و1100 متر في مناطق مختلفة باتجاه هذه المدينة.
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن قواته تصدت لـ 8 محاولات لاختراق دفاعاتها في باخموت، مؤكدا فشل كل الهجمات الأوكرانية.
وأضاف كوناشينكوف أن قوات بلاده أسقطت مقاتلتين أوكرانيتين في دونيتسك وزاباروجيا، وأكثر من 20 مسيرة في عدد من المناطق الأخرى.
من ناحية أخرى، قال حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف إن حريقا اندلع في منشأة صناعية بمدينة شيبيكينو الحدودية جراء قصف أوكراني.
وأضاف غلادكوف أن القوات الأوكرانية قصفت المنطقة الصناعية بـ 40 صاروخاً من طراز غراد، وأن 20 قذيفة أخرى سقطت على أحياء متفرقة بهذه المدينة.
نفي أوكراني
وقد نفى أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف تصريحات مسؤولين روس قالوا فيها إن هجوم بلاده المضاد بدأ بالفعل.
وقال دانيلوف في مقابلة مع رويترز “كل هذا ليس صحيحا. عندما يبدأ هذا الأمر فجيشنا هو الذي سيقرره. حين نبدأ الهجوم المضاد سيعرف الجميع ذلك وسوف يرونه”.
وأضاف أن المسؤولين الروس جانَبهم الصواب عندما اعتقدوا أن التقدم الأوكراني في بعض مناطق خطوط الجبهة هو بداية العملية الكبرى.
وقال دانيلوف إنه ما من شك في أن روسيا تسببت في تدمير سد كاخوفكا على نهر دنيبرو بمنطقة خيرسون جنوب البلاد يوم الثلاثاء، لأن المنطقة تحت الاحتلال منذ بداية الحرب الروسية.
لجنة تحقيق
سياسيا، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالين هاتفيين مع نظيريه الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين.
وفي اتصاله مع الرئيس الأوكراني، دعا أردوغان إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية بشأن تفجير سد كاخوفكا.
ومن ناحيته قال زيلينسكي إنه تحدث مع أردوغان عما وصفه بالعواقب الإنسانية والبيئية “للعمل الإرهابي” الروسي بمحطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية بما في ذلك المخاطر التي تتعرض لها محطة زاباروجيا.
وفي روسيا، قال الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين أبلغ نظيره التركي -خلال الاتصال- أن تفجير كييف محطة كاخوفكا الكهرومائية جاء بتحريض من الغرب، واصفا إياه بـ “العمل الهمجي”.
يشار إلى أن سد كاخوفكا أنشئ في خمسينيات القرن الماضي، وهو ذو قيمة إستراتيجية، إذ يضخ المياه إلى قناة شمال القرم التي تبدأ من جنوب أوكرانيا وتعبر شبه جزيرة القرم بأكملها.
وقد ذكرت السلطات المحلية الموالية لروسيا في خيرسون أن تدمير هذا السد جزئيا تسبب في نزوح 4 آلاف شخص من مناطق الفيضانات نقلوا إلى مراكز إيواء مؤقتة. كما أعلنت هذه السلطات غرق نحو 2700 منزل بالمناطق التي غمرتها المياه جراء تفجير السد.
وعاد الرئيس الأوكراني ليقول إن تدمير سد كاخوفكا حرم مئات الآلاف من السكان من الحصول على مياه الشرب.
وقد أظهرت صور التقطتها بالأقمار الاصطناعية شركة “ماكسار تكنولوجيز” الثلاثاء حدوث فيضان واسع النطاق جنوبي أوكرانيا، ودمارا كبيرا بالسد ومحطة الطاقة الكهرومائية بالمنطقة.
وقالت هذه الشركة إن صورا لمساحة تتجاوز 2500 كيلومتر مربع بين نوفا كاخوفكا وخليج دنيبروفسكا، جنوب غرب مدينة خيرسون المطلة على البحر الأسود، تظهر أن المياه غمرت العديد من البلدات والقرى.
وتظهر الصور المنازل والمباني غارقة في المياه، ولا يظهر منها في الكثير من الصور سوى الأسطح، في حين تغطي المياه الحدائق والأراضي والبنية التحتية.