احصل على ملخص المحرر مجانًا
تختار رولا خلف، رئيسة تحرير صحيفة الفاينانشال تايمز، قصصها المفضلة في هذه النشرة الأسبوعية.
من الإفلاس إلى المليارات. تُعَد شركتا فيسترا إنيرجي وتالين إنيرجي من شركات إنتاج الطاقة المستقلة. وتولد أساطيلهما من محطات الطاقة العاملة بالغاز الطبيعي والفحم والطاقة النووية والطاقة المتجددة الكهرباء. وتُباع هذه الطاقة في الأسواق التنافسية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة بأسعار السوق السائدة.
إن أسعار النفط قد تتقلب بشكل كبير مما يؤدي إلى دورات من الازدهار والكساد. والواقع أن شركتي فيسترا وتالين دخلتا الأسواق العامة في الولايات المتحدة بعد خروجهما من الإفلاس بموجب الفصل الحادي عشر من قانون الإفلاس الأميركي، حيث استولى دائنو صناديق التحوط على ملكيتهما. وفي الأسبوع الماضي، أصبحتا من بين أكبر الفائزين بالواقع الجديد في قطاع الطاقة في الولايات المتحدة: عدم كفاية الإنتاج وسط ارتفاع الطلب بشكل صاروخي.
عقدت شركة PJM Interconnection – وهي الشركة المسؤولة عن الشبكة الإقليمية الأمريكية الممتدة من وسط المحيط الأطلسي إلى الغرب الأوسط – مزادًا للحصول على كهرباء تكميلية ليتم تسليمها في عامي 2025 و 2026. كان سعر التصفية 270 دولارًا لكل ميغاواط / يوم، أي ما يقرب من 10 أضعاف المستوى المحدد في المزاد الأخير قبل عامين. من ناحية، هناك مراكز البيانات الجائعة والمركبات الكهربائية. ومن ناحية أخرى، هناك محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم الملوثة والتي تم إغلاقها بسرعة لأسباب بيئية.
أصبحت محطات توليد الطاقة المستقلة مملوكة للقطاع الخاص بشكل متزايد بدلاً من المرافق التقليدية المنظمة التي تخضع لصناديق الاستثمار المشتركة العامة في البحث عن عوائد مستقرة ومسؤولة اجتماعيًا. باعت مجموعة كارلايل يوم الاثنين مجموعة من محطات توليد الطاقة بالغاز الطبيعي إلى راعي مالي آخر وهو شركة كوانتوم كابيتال مقابل 3 مليارات دولار.
انتهت شركة فيسترا -التي خرجت من عملية الاستحواذ سيئة السمعة على شركة تي إكس يو بالاستدانة بقيمة 45 مليار دولار في عام 2008- وتالين إلى الإفلاس لأنهما كانتا على الجانب الخطأ من رهانات أسعار السلع الأساسية وسط أعباء ديون ثقيلة.
وقالت شركة تالين إن التزاماتها الفائزة في المزاد سترفع إيراداتها السنوية بمقدار 670 مليون دولار، أو 40 في المائة، مع ذهاب معظم ذلك إلى صافي الربح كأرباح غير متوقعة. وقفزت قيمتها السوقية بمقدار 800 مليون دولار أو 12 في المائة. وارتفعت القيمة السوقية لشركة فيسترا بمقدار 3.5 مليار دولار، أو 15 في المائة.
وتشير بيانات وزارة الطاقة الأميركية إلى أن إجمالي إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة، الذي يبلغ 4.2 تريليون كيلووات في الساعة، لم يتغير تقريبا خلال السنوات الخمس عشرة الماضية. وأشارت بي جي إم إلى أن أحد أغراض المزادات هو تحفيز منتجي الطاقة على تلبية الطلب من خلال إعطائهم إشارات واضحة للسوق.
ولكن الديناميكية الأميركية معقدة. فمعظم الكهرباء التي استخرجتها المزاد جاءت من الغاز الطبيعي والفحم والطاقة النووية، حيث تراجع الإنتاج مقارنة بالطاقة المتجددة. أما شركات إنتاج الطاقة المستقلة، وخاصة تلك الخاصة، فهي أكثر قسوة وتحركها الأرباح، وهي عازمة على الاستفادة من عدم التوافق بين العرض والطلب. والمعضلة التي تواجهها أميركا إذن هي استعدادها لتحمل أسعار الكهرباء المرتفعة التي يدفعها المستهلكون بسبب النفور من الوقود الأحفوري.