نصحت صحيفة “ليبراسيون” (Liberation) الفرنسية الذين لديهم حالة قلق طبيعية بألا يقرؤوا التقرير الذي نشرته وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” (CIA) عن حالة العالم، لما يقدمه من تنبؤات تؤكد أن الأسوأ لم يأت بعد، وأن العالم سيكون محظوظا للغاية إذا تلافى حربا عالمية ثالثة أو هجوما نوويا أو بيولوجيا أو كيميائيا، عدا ما ينتظره من مآس تتعلق بالذكاء الاصطناعي واللاجئين بسبب المناخ.
وردّا على الرأي القائل بأن الوكالة أخطأت في الماضي كثيرا وأن التنبؤ بالأسوأ هو مهمتها الأساسية، لفتت الصحيفة إلى أن الوكالة هي التي دقت ناقوس الخطر خلال الأسابيع الأولى من عام 2022 بشأن اقتراب الغزو الروسي لأوكرانيا، وقد صدقت في ذلك، وأنها تتنبأ اليوم باحتمال نشوب حرب بين الولايات المتحدة والصين بحلول عام 2027، عندما يكون الجيش الصيني جاهزا.
وذكّر التقرير بأن حقبة السلام التي أعقبت الحرب الباردة -أو بالأحرى “وهم السلام” حسب وصف الصحيفة- لم تستمر سوى 12 عاما، بين عامي 1989 و2001، أي منذ سقوط جدار برلين إلى الهجمات على مركز التجارة العالمي.
أما الآن، فإن الأوروبيين الذين اعتقدوا أنهم في مأمن نهائيا من الحرب على أراضيهم قد أيقظتهم الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ويقول خبراء وكالة الاستخبارات الأميركية “إن تصعيد تلك الحرب إلى مواجهة عسكرية بين روسيا والغرب هو أكبر تهديد للعالم منذ عقود”.
ولا تكتفي الوكالة بالحديث عن شبح الحرب، فهناك أمور مقلقة أخرى، مثل “التقنيات الجديدة، وخاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية التي يتم تطويرها وتكاثرها بشكل أسرع من قدرة الشركات والحكومات على وضع المعايير وحماية الخصوصية ومنع العواقب الخطيرة”، حسبما يقول تقرير الوكالة.
وأشار التقرير إلى الخطر الذي قد ينشأ عن تغير المناخ، مما يجعل موارد المياه شحيحة ويجبر الناس على الهجرة.
وفي ختام التقرير، تقول “سي آي إيه” إن المخيف بشكل خاص بعد عامين مظلمين من كوفيد-19 هو أن “جميع البلدان في أنحاء العالم ستظل عرضة لظهور مسببات أمراض جديدة يمكن أن تسبب وباءً جديدًا مدمرا”.