تظاهر اليوم الخميس محتجون في وسط العاصمة الكينية نيروبي وطالبوا باستقالة الرئيس وليام روتو، وذلك بعد أسابيع من تمكنهم من الحصول على تنازلات كبيرة شملت إقالة الحكومة والتراجع عن قانون جديد للضرائب.
وقد أغلقت المتاجر وخلت الشوارع من المارّة بينما وضعت شرطة مكافحة الشغب حواجز على الطرق. ونقلت رويترز أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على بضعة متظاهرين يهتفون “يجب أن يرحل روتو”.
وعلى منصة إكس، نقلت رابطة الصحفيين الأفارقة أن 3 صحفيين أصيبوا، عندما أطلقت الشرطة قنابل الغار المسيل للدموع بالقرب منهم.
وقد طلبت الشرطة من الناس تجنب المناطق المزدحمة قبيل اندلاع احتجاجات الخميس، وقالت إنها نشرت ما يكفي من عناصرها في أنحاء البلاد لضبط الأمن.
وكان روتو خضع لضغط شعبي في الأيام الأخيرة، وسحب قانون الضرائب -الذي أثار غضب الشباب- بعد أن اقتحم المحتجون مبنى البرلمان في يونيو/حزيران الماضي.
يذكر أن الاحتجاجات الشبابية بدأت سلمية في يونيو/حزيران الماضي، ولكنها اتخذت مسارا عنيفا لاحقا إذ قتل أزيد من 50 شخصا في صدامات مع الشرطة.
وأقال روتو الشهر الماضي النائب العام وجميع الوزراء، وهو ما اعتبر حينئذ انتصارا للناشطين الذين يطالبون بتغييرات جذرية.
صفقة سياسية فاسدة
وضمّ روتو إلى الحكومة الجديدة شخصيات من المعارضة، لكن الناشطين عدّوا هذا الإجراء مجرد صفقة فاسدة وطالبوا برحيل الرئيس نفسه عن السلطة.
وطالب الناشطون بإجراء إصلاحات واسعة النطاق لمعالجة الفساد، وحثوا الحكومات المحلية على تحسين الخدمات.
وقال روتو إن الحكومة الجديدة -التي أدت القسم الأسبوع الماضي- تجسّد الوحدة الوطنية، وبإمكانها الاستجابة لمطالب الحركة الاحتجاجية.
وكان الرئيس الكيني تعهد بالتحقيق في مزاعم اعتداءات رجال الشرطة على المحتجين، ولكنه أيضا دافع عن تعاملهم مع الاحتجاجات.
ويشار إلى أنه لا توجد قيادة رسمية للاحتجاجات، وغالبا ما تجري التعبئة لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وصعّد روتو من انتقاده للمحتجين بعد أن أشاد بهم سابقا ووصف المظاهرات بأنها سلمية، وقال الأربعاء “نحن فخورن بأننا بلد ديمقراطي، يقوم على أساس راسخ من سيادة القانون. ولا مجال للفوضى والعنف”.