قال الدكتور شوقي علام –مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن الفتوى الرشيدة أساس الاستقرار المجتمعي، ونسعى إلى التنسيق والتشاور مع مفتي العالم وجمع كلمة المفتين على أجندة مشتركة.
وأضاف مفتي الجمهورية، أن مصر مع ميلاد جمهوريتها الجديدة قدَّمت نموذجًا يعكس استراتيجية محكمة في التواصل العالمي، معتمدة على العديد من المسارات وعلى مبدأ الشراكة، موضحًا أن التواصل لا ينطوي على دعوة للذوبان الثقافي أو الانسلاخ القيمي، بل على العكس تمامًا، فقيمة التواصل تكمن في قدرته على إنشاء جسور من التعاون ومساحات من الاتفاق ونقاط للتفاهم بين أصحاب الثقافات المختلفة، مع الحفاظ على الخصوصية الثقافية والدينية لكل شعب أو أمة من أصحاب تلك الثقافات.
جاء ذلك خلال لقائه مع سماحة مفتي صربيا الشيخ مولود دوديتش ورئيس المشيخة الإسلامية في نوفي بازار، ضمن فعاليات زيارته الرسمية إلى بلجراد.
وأكد مفتي الجمهورية استعداد دار الإفتاء المصرية الكامل لاستقبال علماء صربيا للتدريب والتأهيل على مهارات الفتوى ومواجهة الفكر المتطرف.
وأشار فضيلة المفتي إلى أن الوجود الإسلامي اليوم في الغرب ليس وجودًا طارئًا أو استثنائيًّا، ولم يعد مجرد جماعات مهاجرة للعمل لا تلبث أن تعود إلى بلدانها، بل أصبح جزءًا من النسيج الاجتماعي لسكان تلك البلاد منذ مئات السنين.
وتابع فضيلته: “يمكن أن يمثل المسلمون حلقة وصل للحوار الحضاري والتواصل الثقافي والفهم والاستيعاب المشترك، دون ذوبان، أو فرض أنماط ثقافية ودينية معينة على أصحاب المعتقد من الجانبين”.
وأطلق مفتي الجمهورية رسالة مهمة خلال اللقاء وجَّهها إلى المجتمع المسلم في صربيا يدعوهم فيها إلى الاندماج الإيجابي والفعال في مجتمعاتهم الأوربية ونبذ التطرف وعدم الوقوع فريسةً للأفكار المتطرفة.
من جانبه قال سماحة مفتي صربيا: “إننا ندين بالفضل لمصر في الدعم العلمي والشرعي لأئمتنا ولن ننسى هذا الفضل طيلة حياتنا”، مؤكدًا أن المنهج الأزهري المصري هو الضامن لتحقيق الاستقرار والعيش المشترك في العالم.
وأضاف سماحته أنهم متعطشون دينيًّا لمصر، ومصر معين لا ينضب، مؤكدًا أنهم قاموا بجهود كبيرة لتأهيل الأئمة وأنشئوا مدارس علمية لتطوير أداء الأئمة علميًّا ومهاريًّا.
وأشار إلى أن مدارس المشيخة الإسلامية في صربيا حققت طفرة كبيرة، وهي معتمدة من وزارة التعليم في صربيا، وتابع: “نحن ننبذ التطرف لأن الإسلام يدعو إلى السلم، وأنشأنا الكثير من مدارس تحفيظ القرآن ونافس الكثير من خريجيها في الكثير من المسابقات الدولية للقرآن الكريم وحصلنا على مراكز متقدمة في هذه المسابقات، كما نقوم بالكثير من الأعمال الخيرية واستفاد منها الكثير من الشعب الصربي”.