تواصل التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث أطلق حزب الله اللبناني صواريخ باتجاه إصبع الجليل، كما قصف مستوطنة شامير للمرة الأولى، في حين قصفت المدفعية الإسرائيلية بالقنابل الحارقة محيط بلدتي الخيام ودير ميماس.
وقال مراسل الجزيرة إن رشقة صاروخية انطلقت من الجنوب اللبناني باتجاه إصبع الجليل، تزامنا مع انطلاق صفارات الإنذار في كريات شمونة والبلدات المجاورة، شمالي إسرائيل.
وقد أعلن حزب الله مهاجمته 4 أهداف إسرائيلية قبالة الحدود الجنوبية. وقال إنه قصف للمرة الأولى مستوطنة شامير بصواريخ كاتيوشا، ردا على الاعتداءات واستهداف مدينة مرجعيون.
وأظهرت مشاهد تصاعدا كثيفا للدخان، وقالت خدمة الإطفاء الإسرائيلية إن حريقا اندلع في المستوطنة. ونقلت القناة الـ13 الإسرائيلية أن الحريق اندلع جراء دفعة صاروخية أطلقت من جنوبي لبنان.
وقبل قليل، أعلن حزب الله أنه قصف بالأسلحة “المناسبة” موقع المرج الإسرائيلي، وحقق “إصابة مباشرة”.
كما أعلن حزب الله مهاجمته بأسراب من المسيّرات الانقضاضية أماكن الضباط والجنود في موقع “خربة ماعر”، وإصابة الأهداف “بدقة”. وقال الحزب إنه استهدف أيضا موقعي المالكية ومعيان باروخ.
وأفادت مراسلة الجزيرة بإطلاق صواريخ باتجاه موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا المحتلة.
25 صاروخا وطائرة مسيّرة
في غضون ذلك، دوت صفارات الإنذار أكثر من مرة في بلدات إسرائيلية بالقطاع الشرقي للحدود مع لبنان. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه رصد قذائف صاروخية سقطت في مناطق مفتوحة، دون وقوع إصابات أو أضرار.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن صافرات الإنذار دوت شمالي إسرائيل إثر الاشتباه بتسلل طائرات مسيّرة من جنوب لبنان إلى سلسلة من المستوطنات بالجليل الأعلى.
وأضافت الصحيفة أن من بين المستوطنات التي تشتبه إسرائيل في تسلل مسيّرات إليها حرمون وراموت نفتالي ومالكية وديشون وكفار بلوم.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي -الخميس- رصد إطلاق 25 صاروخا وطائرة مسيّرة واحدة من لبنان على مناطق في شمالي إسرائيل.
وقال الجيش -في بيان- “متابعة للإنذارات التي تم تفعيلها بمنطقة الجولان (السورية المحتلة)، جرى اعتراض هدف جوي مشبوه (طائرة مسيّرة) اخترق من لبنان، دون وقوع إصابات”.
وأضاف البيان أنه جرى رصد إطلاق حوالي 5 قذائف سقطت في مناطق مفتوحة قرب (مستوطنة) شامير، وتم تفعيل الإنذار في المناطق المفتوحة، ولم تحدث إصابات.
وتابع البيان أنه متابعة للإنذارات التي تم تفعيلها في منطقة الجليل الأعلى، جرى رصد إطلاق حوالي 20 قذيفة صاروخية من لبنان، وتم اعتراض معظمها، بينما سقطت الباقية في مناطق مفتوحة، دون إصابات.
كما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي تحطم مسيّرة انقضاضية ثانية في منطقة مفتوحة قرب عرب العرامشة، على الحدود مع لبنان، دون إصابات.
قصف بقذائف فوسفورية
وعلى الجانب اللبناني، أصيب شخصان في بلدة الخيام جنوب البلاد -الخميس- جراء قصف مدفعي إسرائيلي بقذائف فوسفورية.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية -في بيان- إن المواطنين أصيبا بحالة اختناق حادة، مما استدعى إدخالهما إلى مستشفى مرجعيون الحكومي حيث عُولجا في قسم الطوارئ.
وقصفت المدفعية الإسرائيلية محيط بلدات الخيام ودير ميماس وقبريخا، جنوبي لبنان.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو قضى على ناشطين اثنين من حزب الله في منطقة مرجعيون.
وأضاف جيش الاحتلال أنه هاجم بغارة جوية مبنى عسكريا تابعا لحزب الله في عيتا الشعب، وقصف بالمدفعية منطقة رميش جنوبي لبنان.
وكان الاحتلال قد أعلن سابقا أن طائرته أغارت على مواقع عسكرية تابعة لحزب الله في رب ثلاثين وبليدا والناقورة جنوبي لبنان.
ومنذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر الخط الأزرق الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربها -المدعومة أميركيا- على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، خلّفت أكثر من 132 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
يأتي ذلك في حين تترقب إسرائيل منذ أيام ردود فعل انتقامية من إيران وحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية بطهران في 31 يوليو/تموز الماضي، والقيادي البارز في الحزب فؤاد شكر، ببيروت في اليوم السابق.