حذر مقال نشرته مجلة فورين بوليسي (Foreign Policy) الأميركية من احتمال أن يؤثر اندلاع حرب باردة بين الولايات المتحدة والصين على حقوق وحريات الأميركيين، وذكّرت بالتجربة التي عاشها الأميركيون خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي.
وأوضح المقال الذي كتبه المحلل السياسي ريد سميث أنه بالنسبة للأميركيين، فإن وجود حرب باردة جديدة بين واشنطن وبكين هي مسألة لم تعد محل نقاش، وشدد على أن من الضروري أيضا أن يُفهم أن الولايات المتحدة انتصرت على خصمها من خلال تكريس مبادئ الحرية بدلا من الطغيان الذي كان يغمر الاتحاد السوفياتي.
وقال إن هذا السيناريو يجب أن يتكرر مع الصين، على حد قول الكاتب.
مخاطر
وأضاف سميث بأن تَذكّر الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي السابق في سياق حرب باردة جديدة مع الصين، تبقى قضية محفوفة بالمخاطر لأسباب متعددة، من بينها أن المخيال الأميركي ارتهن لفكرة حتمية انتصار الولايات المتحدة في حرب باردة، فضلا عن أن حربا باردة جديدة قد تستمر لعقود سيكون لها تأثير سلبي كبير على نفسية الأميركيين، حتى في حال خرجت الولايات المتحدة منتصرة.
وذلك إلى جانب أن هزيمة “الشر المستبد” كانت لها تكاليفها الباهظة على الحريات في الداخل الأميركي، إذ ظهرت -على سبيل المثال- المكارثية التي سارعت لاتهام الآلاف من المواطنين والمسؤولين والموظفين الأميركيين بالتعاطف مع الشيوعية، وشككت في ولائهم لبلادهم.
وحذر سميث من احتمال أن يتكرر مثل هذا السيناريو حاليا، مع تنامي الخطاب السياسي المناهض للصين، مما قد يثير شكوكا وتمييزا ضد الأميركيين ذوي الأصل الآسيوي، وقال إن حدث ذلك فلا ينبغي أن يتفاجأ به أحد.
وأكد أن تصاعد التوتر مع الصين بسبب تايوان أو السياسات الاقتصادية التي تعتبرها بكين مستهدفة لها، ليس ضروريا أن تكون له آثار سلبية على المجتمع الأميركي داخليا. وتحدث سميث عما جرى بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، حيث ارتكبت تجاوزات قانونية كثيرة بينها الاحتجاز إلى أجل غير مسمى، والتعذيب، والتصنيف العرقي، والمضايقات الأمنية العديدة، وقال إن ذلك يجب ألا يحدث.
وأكد أن خدمة المصالح الأميركية لا تتم إلا من خلال الحفاظ على القيم التي يعتز بها الأميركيون، وتشكل نموذجا يسعى الآخرون لتطبيقه.