خلّف جيش الاحتلال دمارا واسعا في مخيم طولكرم بالضفة الغربية بعدما دفع بقوات وجرافات لاقتحام المخيم صباح اليوم الخميس حيث تصدى لها مقاتلون من فصائل المقاومة الفلسطينية ودارت اشتباكات ضارية.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 3 فلسطينيين استشهدوا وأصيب 4 آخرون جراء اقتحام قوات الاحتلال للمخيم الذي يقع شمالي الضفة الغربية.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الشهداء الثلاثة سقطوا في غارتين منفصلتين بمسيّرات إسرائيلية على مخيم طولكرم.
من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في بيان، إنها تنعى “شهداء طولكرم الثلاثة الذين ارتقوا بنيران جيش الاحتلال الفاشي، خلال عمليته العسكرية الإجرامية التي بدأها صباح اليوم في مخيم طولكرم”.
وأضافت أن “تكثيف الاحتلال لاقتحاماته وجرائمه في مدن ومخيمات الضفة الغربية، وعمليات التخريب والتدمير الممنهج التي يقوم بها في مخيمات طولكرم وجنين وبلاطة وغيرها، هو ترجمة عملية للتصريحات والمواقف الفاشية التي تصدر عن أقطاب حكومة المتطرفين الصهاينة”.
وأكدت أن العدوان المستمر لن يفلح في كسر إرادة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال لا تزال عند بوابة مخيم طولكرم بعدما خاضت اشتباكات أثناء اقتحامها للمخيم.
اشتباكات ضارية
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن جنديا إسرائيليا أصيب في تفجير عبوة ناسفة في المخيم.
وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها خاضت اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في مخيم طولكرم.
بدورها، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن مقاتليها فجّروا عبوات ناسفة في آليات إسرائيلية بمحيط المخيم. وبثت القسام مشاهد لاستهدافها قوات الاحتلال على محور البلاونة في مخيم طولكرم.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته نفذت عملية عسكرية استمرت 14 ساعة “لإزالة تهديدات إرهابية” في طولكرم.
وأضاف أنه نفذ غارة جوية أدت إلى مقتل 3 مسلحين، وأن القوات هدمت ورشتين لتصنيع السلاح والعبوات الناسفة، إضافة إلى هدم منازل مطلوبين واعتقال مطلوب واحد.
من جهة أخرى، قال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم فيصل سلامة لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن وضع المخيم كارثي بسبب التدمير الواسع لشوارع وممتلكات المواطنين، من بنية تحتية وصرف صحي ومياه وكهرباء واتصالات.
وأضاف أن التدمير والتخريب طالا الشوارع والمحلات التجارية في كل حارات المخيم وأزقته، إضافة إلى حرق الشوادر وعدد من المنازل التي تؤوي الأطفال والنساء وبث الرعب في صفوفهم، من خلال رمي مواد مشتعلة والقصف بطائرات مسيّرة، ومنع طواقم الدفاع المدني من دخول المخيم لإطفاء الحرائق.
تغطية صحفية: والدة الشاب جمال السعودي من مخيم بلاطة تحمل جثمانه pic.twitter.com/kABrPp8JOj
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 22, 2024
شهيد بمخيم بلاطة
من ناحية أخرى، شيّع أهالي مدينة نابلس ومخيم بلاطة شمال الضفة الغربية، جثمان الشاب جمال السعودي الذي استشهد متأثرا بإصابته جراء استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية تجمعا لفلسطينيين في مخيم بلاطة قبل نحو أسبوع.
ومنذ عملية طوفان الأقصى التي أطلقته المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، صعّدت إسرائيل اعتداءاتها في الضفة المحتلة مما أسفر عن استشهاد 640 فلسطينيا واعتقال ما يزيد على 10 آلاف آخرين.
وهدمت قوات الاحتلال اليوم الخميس منزلا وبئر ماء في قرية خربثا المصباح غربي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية بذريعة البناء دون ترخيص في المنطقة المصنفة “ج”.
وأكد صاحب المنزل محمد الأعرج عدم وجود إخطار مسبق بشأن قرار الهدم، وقال إن قوات الاحتلال لم تسمح له ولعائلته المكونة من 5 أفراد، بإخراج ممتلكاتهم من المنزل قبل الهدم.
وكشفت إحصائية صادرة عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عن هدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي 566 منشأة بينها 213 منزلا في الضفة الغربية والقدس منذ بداية العام الجاري.
“برميل بارود”
في غضون ذلك، حذر المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس من أن الضفة الغربية المحتلة لا تزال “برميل بارود للعنف والتوتر”، مشيرا إلى أن ممارسات المستوطنين الأخيرة تعد دليلا على عواقب انعدام المساءلة.
وقال وينسلاند “لا تزال القوات الإسرائيلية تنفذ عمليات واسعة في المنطقة (أ) وتؤدي هذه العمليات لتبادل مميت للعنف، كما أن ممارسات المستوطنين والتي كان آخرها في قرية جيت دليل آخر على العواقب العنيفة لتوسع الاستيطان بالضفة الغربية واستمرار عدم المساءلة عن هذه الجرائم”.
من جهة أخرى، قالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني إن قوات الاحتلال اعتقلت 25 فلسطينيا، بينهم طفل وامرأتان وأسرى سابقون، الليلة الماضية وصباح اليوم بالضفة الغربية.
وأوضحت الهيئة أن عدد حالات الاعتقال ارتفع إلى أكثر من 10 آلاف و200 حالة في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.