23/8/2024–|آخر تحديث: 23/8/202411:47 م (بتوقيت مكة المكرمة)
رغم الانتقادات القوية التي تطال سياسته من مسؤولين سياسيين وأمنيين، والتحذيرات من أنه يقود إسرائيل إلى طريق الهاوية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يكترث لكل هذه التحذيرات ويواصل تعنته في عرقلة كل مساعي التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب ويسمح بالإفراج عن الأسرى والمحتجزين.
وفي هذا السياق، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، من اتجاه إسرائيل نحو هاوية، وقال إن شراكة نتنياهو مع من وصفهما بالإرهابيَـــيْن، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ستنتهي بالبلاد إلى الهاوية.
كما اتهم الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحق برِيك، نتنياهو بتعمد عرقلة المفاوضات عبر إضافته المزيد من الشروط، محذرا في هذا الصدد من أن إسرائيل باتت عالقة في وحل غزة، حيث تفقد المزيد من جنودها دون أمل في تحقيق أهداف الحرب.
ومن الواضح أن عدم اكتراث نتنياهو بالتحذيرات التي يطلقها معارضوه مردها إلى جملة من العوامل، يوجزها الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين في كون المعارضين الإسرائيليين للحكومة الحالية ولرئيسها لا يقدمون خطابا بديلا.
فقد استطاع نتنياهو أن ينفرد بالحكم في إسرائيل، ويستغل الحرب التي يشنها على قطاع غزة لتحقيق أهدافه الخاصة، كما يقول جبارين الذي وصف نتنياهو بأنه مدمن على خلق الأزمات ويعرف بمعارضته الدائمة لصفقات التبادل مع المقاومة الفلسطينية.
تفعيل ساحات الحرب
وبحسب جبارين، فلا أحد من السياسيين يريد أن يرث الفوضى التي يتركها نتنياهو، وخاصة ما يتعلق بإعادة الأسرى والتبعات الاقتصادية للحرب على غزة، مشيرا إلى أن الشارع الإسرائيلي لم يدفع بعد ثمن الحرب.
ويذهب رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، الدكتور بلال الشوبكي في الاتجاه نفسه بقوله إنه لا توجد معارضة إسرائيلية موحدة في مواجهة نتنياهو، فمعظم تصريحات المعارضين تحاول أن تظهر أسوأ ما لدى نتنياهو لأغراض حزبية ضيقة ولا علاقة لها بالحرب على قطاع غزة.
وبالإضافة إلى غياب الخطاب البديل لدى المعارضة، فإن نتنياهو -يتابع الشوبكي- يتمتع بقاعدة جماهيرية وفقا لاستطلاعات الرأي، وقاعدته اليمينية مرتاحة لخطابه ولسياسته.
غير أن الشوبكي -في حديثه لبرنامج “غزة.. ماذا بعد؟”- يشير إلى أن هناك مخاوف فعلية داخل إسرائيل من أن رئيس الوزراء الحالي أفرغ المؤسسات الرسمية من مضمونها، و”حوّل إسرائيل من دولة مؤسسات إلى دولة يتخذ فيها القرار شخص واحد”.
ويتفق الضيفان على أن تعنت نتنياهو وعدم اكتراثه بالتحذيرات الداخلية مرده أيضا إلى موقف الإدارة الأميركية الحالية التي لا تريد انتقاد إسرائيل بشكل لاذع حتى لا تفسد الحملة الانتخابية على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، كما يؤكد الشوبكي، الذي قال إن هذه الإدارة توظف المفاوضات لغايات انتخابية.
ويعتقد الشوبكي أن نتنياهو سيستمر في موقفه في ظل غياب البديل الداخلي وغياب الضغوط الخارجية، وأيضا لأن شريحة كبيرة من الإسرائيليين لا تشعر بعد بأثر الحرب عليها، ويؤكد أن فصائل المقاومة الفلسطينية بدأت بتفعيل ساحات الحرب حتى تصبح ملموسة لدى الإسرائيليين.