أثار الهجوم على محتفِلين بمدينة زولينغن شمال غربي ألمانيا تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث استخدم المنفذ سكينًا في هجومه الذي تسبب في سقوط عدد من القتلى والجرحى.
ويقام مهرجان “التنوع” -الذي كان يحتفل بمناسبة الذكرى الـ650 لتأسيس المدينة- سنويا، وتقدم فيه عروض موسيقية وألعاب بهلوانية ووسائل ترفيه للأطفال.
وأسفر الهجوم عن مقتل 3 أشخاص وجرح 8 آخرين، القتلى الثلاثة هم رجلان في الخمسينيات من العمر، وامرأة عمرها 56 عاما. أربعة من الجرحى حالتهم خطيرة، ووصف رئيس الولاية هجمات الطعن بأنها “عمل إرهابي”.
وعقب الحادث ألقت الشرطة القبض على شخص في مركز لإيواء اللاجئين دون تقديم تفاصيل عن هويته، كما اعتقلت مراهقًا يبلغ من العمر 15 عاما.
ولاحقًا، سلّم الجاني نفسه للشرطة واعترف بارتكاب الجريمة، فيما ذكرت الصحافة الألمانية أنه سوري عمره 26 عاما واسمه عيسى، وصل إلى ألمانيا قبل سنة تقريبا ويتردد على دار اللاجئين في المدينة.
واستعرضت حلقة 25-8-2024 من برنامج “شبكات” أبرز تعليقات النشطاء التي أجمعت تقريبا على التنديد بالهجوم، وأهمية المبادرات السلمية والتأكيد على أن أفعال القلة تشوه سمعة الأغلبية من اللاجئين.
قيم التسامح والتعايش
وبعد أن دعا المغرد نجم بالرحمة للضحايا، أشار إلى أن المبادرات السلمية تعلي قيم التسامح والتعايش، وغرد قائلا “الله يرحم الضحايا وينتقم من هذا المجرم، لكن رأيي أن على السوريين في منطقة الجريمة التحرك واستنكار هذه الأفعال بوقفات شموع وورد للضحايا ولافتات تستنكر أفعال العنف والإجرام ضد أي كان”.
واتفق الناشط محمد عوا مع رأي نجم حول أهمية وجود قيادات ملهمة تنظم فعاليات تضامنية ضد العنف والتطرف، وقال “نحن نفتقر في أوروبا عموما وألمانيا خصوصا لقدوة من شخصيات ومنتديات تمثلنا وتدير الدفة في مثل هذه الظروف، يعني مثلا تدعو لوقفة شموع صامتة في كل المدن الألمانية تضامنا مع الضحايا ورفضا للإجرام والتطرف”.
ومن جهته نبه الناشط محمد أحمد إلى أن قلة قليلة تشوه سمعة الأغلبية وتهدر فرص العمل والاستقرار، وكتب متسائلا “أين نذهب بوجوهنا في أعمالنا، إلى متى سيظهر مجانين يشوهون سمعتنا؟ المشكلة أن واحدًا يخرب على مليون، يعني الدولة فتحت لنا أبوابها وهكذا تكون النتيجة؟ ماذا استفاد وماذا حصل عليه؟ هو أراد إنهاء حياته فأنهى حياة أناس لا ذنب لهم”.
وأيد صاحب الحساب شادي فكرة أحمد حول أن اللاجئين هربوا من الحروب بحثًا عن الأمان، لكن هناك “أياد” تلاحقهم لتشويه صورتهم وزرع الكراهية، وقال “خرجنا وهربنا من الحروب لنبحث عن حياة مستقرة وعن الأمان لكنْ هناك أطراف وأياد خارجية تلاحقنا حتى في أوروبا لتشويه صورتنا وزرع الفتنة والكراهية ضدنا”.
يذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية أعلن في بيان مسؤوليته عن عملية الطعن ووصف منفذ الهجوم بأنه أحد جنوده.