قالت مصادر ووسائل إعلام إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيلتقي -اليوم الاثنين- سلفيه وسياسيين بارزين مرشحين لتولي منصب رئيس الوزراء المقبل، بينما يقترب من الإعلان عن رئيس جديد للحكومة بعد طول انتظار.
وقال مصدر قريب من ماكرون -طلب عدم الكشف عن هويته- إن الرئيس سيستقبل الرئيسين السابقين: الاشتراكي فرانسوا هولاند، واليميني نيكولا ساركوزي، بالإضافة إلى برنار كازنوف، العضو السابق في الحزب الاشتراكي، إضافة إلى القيادي في حزب الجمهوريين (يمين) كزافييه برتران.
ويشهد الإعلان عن اللقاءين على تسارع المشاورات التي تدخل مرحلتها النهائية بعد 55 يوما كاملة من الأزمة السياسية. ويتردد اسما الوزيرين السابقين كازنوف وبرتران، أحدهما من اليسار والآخر من اليمين، لتولي رئاسة الحكومة في ظل المشهد السياسي المعقد للغاية.
ويواجه ماكرون ضغوطا لإنهاء أسابيع من الجمود السياسي بعد أن دعا إلى انتخابات مبكرة أسفرت عن برلمان معلق.
ويشير السياسيون والمراقبون بشكل متزايد إلى كازنوف باعتباره أحد المرشحين الأكثر ترجيحا لقيادة الحكومة الجديدة، إذ يحظى باحترام أحزاب اليمين، على الرغم من أنه قريب أيضا من اليسار.
وانسحب من الحزب الاشتراكي قبل عامين احتجاجا على ارتباطه الوثيق مع حزب فرنسا المتمردة اليساري المتطرف.
تقديم الميزانية
وستكون أمام رئيس الوزراء الفرنسي المقبل مهمة شاقة تتمثل في محاولة دفع الإصلاحات وميزانية 2025 من خلال برلمان معلق، في الوقت الذي تتعرض فيه فرنسا لضغوط من المفوضية الأوروبية وأسواق السندات خفض العجز.
وبالإضافة إلى الفترة القصيرة التي قضاها رئيسا للوزراء في نهاية ولاية هولاند، شغل كازنوف منصب الوزير 3 مرات: للشؤون الأوروبية والميزانية والداخلية.
وجاءت دعوة ماكرون إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في يونيو/حزيران بنتائج عكسية، إذ خسر ائتلافه الوسطي عشرات المقاعد، ولم يتمكن أي حزب من الحصول على الأغلبية المطلقة.
ورغم استمرار الشلل السياسي بعد تعيين حكومة جديدة، فإن ماكرون لا يستطيع الدعوة إلى انتخابات مبكرة جديدة حتى يوليو/تموز العام المقبل بموجب الدستور الفرنسي.
وبات تشكيل حكومة جديدة أمرا ملحا مع ضرورة تقديم موازنة العام 2025 إلى البرلمان بحلول الأول من أكتوبر/تشرين الأول على أبعد تقدير.