أثارت واقعة اعتداء سائحين إسرائيليَّيْن على عاملين بأحد فنادق مدينة طابا المصرية الملاصقة للحدود الإسرائيلية غضبا عارما على منصات التواصل، وذلك بعد ما سربت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل مغايرة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تداولت خبرا عاجلا مساء الجمعة الماضي يفيد بتعرض عدد من السياح الإسرائيليين للطعن على الحدود المصرية الإسرائيلية، في حين قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية إن الواقعة وقعت بأحد فنادق طابا الساحلية المطلة على البحر الأحمر.
في السياق ذاته، قالت إذاعة جيش الاحتلال إن 6 إسرائيليين أصيبوا في عملية طعن بمدينة طابا وهم في طريقهم إلى إسرائيل، مشيرة إلى أن العمل جارٍ لفحص خلفية الحادث.
ولم تكتفِ الصحف الإسرائيلية بذلك، إذ تداولت مقاطع فيديو قالت إنها توثِّق الواقعة، وتظهر فيها آثار دماء على الأرض وحطام أبواب ونوافذ زجاجية، وتلف بعض محتويات الفندق. كما ظهرت حالة من الهلع بين نزلاء في الفندق.
في الجهة المقابلة، نقلت وسائل إعلام مصرية عن مصدر مصري رفيع نفيه ما تداولته الصحف الإسرائيلية، وأكد أن الحادثة كانت عبارة عن شجار نشب بين سياح إسرائيليين وموظفين مصريين في الفندق.
كما نقلت وكالة رويترز عن مصادر مصرية أن المشاجرة اندلعت بعدما سب سائح إسرائيلي موظفا مصريا يعمل في أحد الفنادق، ليتطور الأمر بعدها إلى اشتباك بالأيدي والكراسي الخشبية بين موظفين مصريين وسياح إسرائيليين.
وبعد يومين من الحادث، أصدرت النيابة العامة المصرية بيانا، قالت إن مشاجرة نشبت بأحد فنادق مدينة طابا، بين إسرائيليَّيْن و3 من العاملين بالفندق، مضيفة أنه “على أثرها استعرض الإسرائيليان القوة واستخدما العنف ضد المجني عليهم وتعديا عليهم بالضرب”.
وبينت النيابة المصرية أن الواقعة حدثت إثر خلاف على أحقية الإسرائيليَّيْن وذويهما في تناول المشروبات الكحولية، وأكدت أن إصابات المجني عليهم تنوعت بين كسر بعظام الجمجمة وجروح قطعية.
غضب عارم
وانتشر الخبر كالنار في الهشيم على منصات التواصل، حيث تفاعل المصريون على نطاق واسع مع الواقعة بتعليقات ومطالب رصد بعضها برنامج “شبكات” في حلقته بتاريخ (2024/9/2).
وقالت آلاء سامح بلهجة غاضبة “حق العمال المصريين هيرجع، والإسرائيليين اللي (الذين) ضربوهم القانون هيعاقبهم، لأن مفيش حد (لا أحد) عندنا فوق القانون”.
وفي السياق نفسه، قال جمال “زمان كان السائح ممكن يموت عامل في فندق ومفيش حد يقدر يتكلم معاه.. ودلوقتي (الآن) شوف قوة مصر الحقيقية”.
وذهب السيد إبراهيم إلى أبعد من ذلك، وطالب بضرورة إقفال باب السياحة أمام الإسرائيليين بعد واقعة طابا، إذ قال “المفروض الإسرائيليين ميدخلوش (لا يدخلوا) مصر نهائيا طول ما في حرب شغالة”.
بدوره، يُمني لطفي النفس بتطبيق العقوبة كاملة على الإسرائيليين المتهمين في الواقعة بقوله “أتمنى من السلطات المصرية عدم ترحيل الإسرائيليين المتهمين لبلدهم ويأخذوا كامل العقوبة”.
في الجهة المقابلة، تساءل محمد عن بقية الإسرائيليين الذين تحدثت عنهم وسائل الإعلام الإسرائيلية ومصيرهم ومكان وجودهم قائلا “بيان النيابة اتكلم (تحدث) عن إسرائيليين اثنين بس (فقط) في الواقعة دي.. طيب فين (أين) باقي المتهمين الستة اللي ذكرتهم الصحف العبرية؟ هل تم تهريبهم؟”.
تجدر الإشارة إلى أن النيابة المصرية أمرت بحبس المتهمين الإسرائيليَّيْن 4 أيام على ذمة التحقيقات، بعدما وجهت إليهما تهم ارتكاب جرائم استعراض القوة، وإثارة الذعر والخوف بين المواطنين، والتعدي بالضرب، والإتلاف.