استقبل اليوم مسجد الظاهر بيبرس، أول صلاة جمعة تقام بعد غياب 225 عاماً، حيث ألقى الدكتور هشام عبدالعزيز رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، موضوع الخطبة الموحدة :”الحج رحلة إيمانية”، وذلك بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة.
وخلال أدائه أول صلاة جمعة بمسجد الظاهر بيبرس، قال الدكتور هشام عبدالعزيز، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن الحج رحلة إيمانية عظيمة، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، فرضه الله على المستطيع، فقال الله (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).
الحج رحلة ربانية
وأضاف أن النبي قال في الحديث الشريف (بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا)، مشيرا إلى أن الحج، من أحب الأعمال إلى الله، به ترفع الدرجات، وتغفر الذنوب والسيئات، وتمحى الآثار والزلات، وتنال رحمة رب البليات.
وأوضح، أن الحج رحلة ربانية نورانية، رائدها، الإخلاص لله وحده، بعيدا عن الرياء وعن السمعة، فالحاج يخرج من بيته، مهاجرا إلى ربه، مقبلا عليه بقلب خاشع، ولسان ذاكر، يرجو رحمته، ويخشى عذابه، يكثر من الذكر والدعاء والتضرع والإلتجاء.
الإخلاص لله وحده
كما قال خطيب الجمعة بمسجد الظاهر بيبرس، إن العبادات شرعت لتزكية النفس وتطهيرها، مؤكدا أن الحج مدرسة عظيمة للقيم والسلوك والأخلاق، لافتاً إلى أن الله عزوجل جعل في حج بيته غفران الذنوب ونيل المرغوب، فدعا أحبابه لزيارة بيته الحرام فلبوا مسرعين وتركوا المال والبنين، موضحا أنه من أحب الأعمال إلى الله به ترفع الدرجات، وتغفر الذنوب والسيئات، وتمحى الآثار والذلات، وتنال رحمة رب البليات.
وأضاف خطيب الجمعة بمسجد الظاهر بيبرس، أنه سبحانه وتعالى جعل في حج بيته غفران الذنوب، موضحا: عباد الله الحج رحلة إيمانية نورانية، رائدها الإخلاص لله وحده، بالحج يتحلى الإنسان بمكارم الأخلاق، وهو دعوة للاخلاف الحميدة والتعاون والتكاتف، الرحمة بالضعفاء والمساكين.
درة العمارة المملوكية
ويُعد مسجد الظاهر بيبرس من أهم مساجد القاهرة التاريخية، حيث أنشأه الملك الظاهر بيبرس البندقداري سنة 665هـ/1267م، وأكمل بناءه في شهر شوال سنة 667هـ، الموافق يونيه 1269م، ويشبه تخطيط مسجد الظاهر بيبرس المسجد النبوي في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية.
أكد أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن هذه أول جمعة يتم بثها عبر التليفزيون المصري في هذا المسجد منذ إنشائه، حيث تم إنشاء هذا المسجد عام 666هـ، ثم للأسف الشديد خرج عن مساره الدعوي سنة 1798م، حيث استخدمته الحملة الفرنسية كموقع عسكري لها، ثم جاء عصر محمد علي ليستخدم كمصنع للصابون، ثم جاءت الحملة الإنجليزية وللأسف الشديد أيضًا استخدمته كمذبح للحيوانات، ثم جاء دور الدولة المصرية والحكومة المصرية في وقتنا الراهن لتعيد إلى هذا المسجد مكانه ومكانته التي أرادها الله (عز وجل) له، بعودته مسجدًا يذكر فيه اسم الله كثيرًا، وتم إعادة تأهيل وتطوير هذا المسجد على المستوى الذي نشاهده بتكلفة وصلت إلى نحو 237 مليون جنيهًا، أسهمت فيها وزارة الأوقاف المصرية بـ 60 مليون جنيه من مواردها الذاتية، وأسهمت وزارة السياحة بنحو 150 مليون جنيه، وأسهمت فيها دولة كازاخستان الشقيقة بما يعادل 27 مليون جنيه.
مؤكدًا أن الدولة المصرية تُعنى بتشييد المساجد الحديثة على نحو ما تم ويتم في مختلف المدن الجديدة وفي مقدمتها مسجد مصر ومركزها الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة، كما تُعنى الدولة المصرية بالمساجد الأثرية ومساجد آل البيت، وفي خلال عام واحد يأتي تطوير ثالث أكبر مسجد أثري مسجد الظاهر بيبرس بعد التطوير الذي حدث في مسجد الإمام الحسين ومسجد سيدنا عمرو بن العاص بصورة غير مسبوقة، فضلًا عما تم في مسجد السيدة فاطمة النبوية والسيدة رقية، والجمعة القادمة بإذن الله تعالى ستقام بمسجد سيدي شبل بمحافظة المنوفية بمناسبة العيد القومي للمحافظة ، فالدولة بكل مؤسساتها معنية بالحفاظ على مساجدها الأثرية ومساجد آل البيت وعلى تراثها وتاريخها وعمارة بيوتها ويكفي أن نذكر أن مسجد الظاهر بيبرس هذا ظل مغلقًا ما يزيد على مائتي عام خارجًا عن مساره الدعوي، ثم هي الدولة المصرية في عنايتها ببيوت الله (عز وجل) تعيد له مساره الطبيعي في إطار حفاظها على تراثها الحضاري والتاريخي والأثري على الوجه الذي يليق بحضارتنا الدينية وتاريخنا المصري، فمصر تمتلك أعظم مخزون أثري وتاريخي في العالم.
قصة افتتاح مسجد الظاهر بيبرس
تفقد فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الأحد الماضي، ومولين أشيباييف، رئيس مجلس السينات (الشيوخ) الكازاخي، بحضور لفيف من قيادات الأزهر ووزارة الأوقاف ووزارة السياحة والآثار، مسجد الظاهر بيبرس بالقاهرة بعد تجديده، مطلعا على أهم معالمه وباحته ومآذنه التاريخية العتيقة، التي تكشف الطبيعة الأثرية له، وذلك بعد التجديد الشامل للمسجد وقبيل افتتاح فضيلته له.
واستمع فضيلة الإمام الأكبر لشرح توضيحي من الدكتور مصطفى وزيري، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، الذي وصف طبيعة موقع الأثر وتاريخه والتخطيط العام لعملية التجديد وتنفيذها ومراحلها، التي حرصت على الإبقاء على روح الأثر وتاريخه دون تغيير أو تعديل.
وأشاد فضيلة الإمام بالجهود الكبيرة التي تمت خلال عملية الترميم، والتي تؤكد حرص الدولة المصرية على رعاية آثارها الإسلامية، ومشيدا بدور دولة كازاخستان في مشاركتها في أعمال الترميم.
وشهد الافتتاح عدد من الوزراء والقيادات الدينية المصرية والكازاخية، وسفراء عدد من الدول، وفي مقدمتهم الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وأحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، والدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والسفير خيرات لاما شريف، سفير كازاخستان بالقاهرة، ووفد رفيع المستوى من جمهورية كازاخستان الشقيقة، ولفيف من قيادات الأزهر والأوقاف ووزارة السياحة والآثار.