احصل على ملخص المحرر مجانًا
تختار رولا خلف، رئيسة تحرير صحيفة الفاينانشال تايمز، قصصها المفضلة في هذه النشرة الأسبوعية.
ويزعم البعض أن الفايكنج اكتشفوا أميركا قبل كريستوفر كولومبوس بنحو خمسمائة عام. وعلى نفس الروح الريادية، يتولى البنك المركزي السويدي قيادة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة، بعد أن قام بخفضين بالفعل هذا العام. ويعكس النهج المتساهل الذي ينتهجه البنك المركزي السويدي في التعامل مع السياسة النقدية الموقف المتدهور المتزايد الذي يعيشه الاقتصاد السويدي. ولكن محنته قد تكون بمثابة إشارة تحذيرية لأماكن أخرى في أوروبا أيضاً.
المشكلة هنا هي أن هذا الأمر يصعب تمييزه من سوق الأسهم السويدية. فقد تفوقت الأسهم السويدية على نظيراتها الأوروبية هذا العام سواء من حيث الكرونة أو الدولار. ويرجع هذا إلى البنك المركزي السويدي: فخفض أسعار الفائدة يعني تقليص الضغوط على الأسر المثقلة بالديون وشركات العقارات. ولكن هذا الارتفاع قد ينفد قريباً. ويتعين على المستثمرين أن يتطلعوا إلى القطاع الصناعي الضخم في السويد بحثاً عن إشارات إلى ما قد يخبئه لهم المستقبل.
صحيح أن القضايا الأكثر إلحاحاً هذا العام كانت فقاعة الإسكان السويدية التي تركت المستهلكين مثقلين بالديون ودخلهم المتاح للتصرف في الديون. وتشمل المشاكل المحلية الأخرى إفلاس الشركات الذي بلغ أعلى مستوياته في ثلاثين عاماً وعلامات ضعف فرص العمل.
ولكن ماثيو سافاري من شركة بي سي أيه للأبحاث يرى أن وضع السويد كاقتصاد صغير مفتوح يتمتع بروابط كبيرة مع بقية العالم هو ما يجعل البلاد مؤشراً رائداً جيداً للاقتصاد العالمي. فقد حققت شركات التصدير مثل أطلس كوبكو، التي تصنع كل أنواع الأجزاء الصناعية مثل ضواغط الغاز، وشركة ساندفيك لتصنيع معدات التعدين، بداية جيدة لهذا العام حيث حققت الاقتصادات التي تبيع لها أداءً جيداً.
ولكن هذا الاتجاه تغير منذ نهاية شهر مايو/أيار، حيث كان أداء الأسهم الصناعية السويدية أضعف من أداء بقية السوق المحلية. فقد كانت الطلبات في شركة أطلس كوبكو أقل بنسبة 2% من توقعات السوق في الربع الثاني. وكان الطلب الضعيف من قطاع السيارات ملحوظاً بشكل خاص. وعززت مؤشرات مديري المشتريات الضعيفة في يوليو/تموز هذا التحول في المشاعر. ويزعم سافاري أن القراءة المخيبة للآمال للطلبات الجديدة كانت ذات عواقب خاصة على بقية أوروبا.
من الواضح أن ألمانيا من الأماكن التي قد تتأثر سلبا بضعف الطلب الصناعي. فالقطاع الصناعي الألماني يعاني بالفعل من ارتفاع تكاليف الطاقة وضعف الطلب من الصين. والفارق الكبير مقارنة بالسويد هو أن الميزانيات العمومية للأسر أقل اعتمادا على الاستدانة.
كان مؤشر يورو ستوكس، مثل الأسهم السويدية، مزدهراً، حيث ارتفع بشكل حاد بعد موجة البيع التي شهدها شهر أغسطس/آب واقترب من أعلى مستوياته على الإطلاق. ولكن محنة الأسماء الصناعية السويدية قد تعني المتاعب، مما يشير إلى أن أوروبا تتجه نحو تباطؤ أوسع نطاقاً لم تسجله الأسهم إلا بالكاد.
أندرو.ويفين@ft.com