أثار قيام ضباط خريجين من كلية الحرب البرية بجامعة الدفاع الوطني في تركيا باستلال سيوفهم وأداء قسم غير تقليدي في حفل تخرجهم ردود فعل متباينة بين الأتراك في ظل تفاعل سياسي واسع مع الحدث.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد حضر حفل تخريج دفعة جديدة من ضباط الكلية في العاصمة أنقرة، نهاية شهر أغسطس/آب الماضي، وكان الحفل اعتياديًا حضره كبار القادة العسكريين والرموز السياسة في البلاد.
وتخلل الحفل المراسم التقليدية، والبروتوكولات الرسمية المعتادة، المعمول بها في الدولة، حيث كرَّم أردوغان الضباط المتفوقين والحاصلين على أعلى التقييمات، كما ألقى خطابًا جماهيريًا أمام الضباط الخريجين وذويهم وجميع الحضور.
إلا أنه وبعد ختام الحفل وانصراف أردوغان وقادة الجيش، تجمع نحو 300 ضابط من الخريجين الجدد، وشَهَروا سيوفهم، ورددوا هتافًا وقسمًا غير تقليدي، حيث حمل إشارة إلى مؤسس الجمهورية التركية الحديثة وأول رؤسائها مصطفى كمال أتاتورك.
وفي أول رد فعل رسمي على ما فعله الضباط، قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم عمر تشيليك “تحية الضباط أمر طبيعي، ولا تحمل أي دلالات غير اعتيادية، ومن الخطأ الفادح توصيفها بأنها تحضير لانقلاب. لا يمكن قبول أي إساءة لهؤلاء الضباط، فهم يمثلون مستقبل بلادنا”.
لكن وبعد 7 أيام من الحدث، وازدياد التوتر على الساحة التركية، علق الرئيس أردوغان على الحدث منتقدًا وقال “ظهر بعض الأشخاص المُستَغَلِّين خلال حفل تخرج عسكري، وشهروا سيوفهم.. في وجه من شهرتهم هذه السيوف؟”
وتابع “نجري الآن كافة التحقيقات اللازمة حول الأمر، ومع قلة من المغفَّلين الذين لا يعرفون حدودهم. سنطهر الجيش منهم، ولا مكان لهم في القوات المسلحة”.
وانتقد رئيس بلدية إسطنبول المعارض، أكرم إمام أوغلو موقف الرئيس التركي من الحادثة وقال “أراد الملازمون التعبير عن احترامهم لمؤسس البلاد بحماس كبير في أسعد يوم لهم. تخلوا عن عادتكم في تفسير كل حادثة على أنها محاولة انقلاب، ولا تضروا شبابنا”.
آراء متباينة
ورصد برنامج شبكات (2024/9/10) تباين آراء الأتراك على مواقع التواصل من الحادث ومن ذلك ما كتبه إسماعيل أوزغون “هل يعتبر هذا تمردا داخليا أم لا؟ هذا الشعار هو شعار حزب الشعب الجمهوري.. لا يستطيع أي عضو في الجيش أن يردد شعارا سياسيا!”.
كذلك رأى كالكي سرياني أن ما حدث “خطأ كبير، هذا ما كان موجودا في السابق، في زمن الانقلابات. يفخر هؤلاء الجنود بكونهم جنودا لشخص واحد أو لمجموعة عرقية محددة، بدلا من كونهم جنودا للشعب”.
ومتفقا معه غرد حسن أرسلو “بدلا من أن يكونوا جنودا للأمة، أصبحوا جنودا لأتاتورك.. سيكونون حريصين على الانقلاب في المستقبل. يجب طردهم من الجيش من أجل مصلحة الوطن”.
في المقابل كتب أونور أوزكان “من الذي أسس الجمهورية التركية العلمانية؟ أليس هو أتاتورك؟ ماذا سيقول الضباط إذن؟ هل كانوا سيقولون إنهم جنود جورج واشنطن مثلا؟”.
وعلق ستيلر “لن تستسلم تركيا للطائفية والجماعات.. أتاتورك يمثل تجربة الأمة التركية في الـ200 عام الماضية.. إنه العقل والعلم والحرية”.
بدورها، أفادت صحيفة حرييت التركية بأن قائد سرية الضباط المتخرجين من الكلية الحربية البرية استقال من منصبه، وأن وزارة الدفاع فتحت تحقيقًا في الأمر.
وقالت الصحيفة إن السلطات بدأت إجراءات إعادة هيكلة الطاقم الإداري والتعليمي في جامعة الدفاع الوطني، لضمان ألا يتكرر ما فعله الضباط في حفل التخرج.