نقلت شبكة “إيه بي سي” عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين كبار قولهم إن إحجام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يدفع إسرائيل إلى حرب كارثية محتملة مع حزب الله في لبنان إلى جانب أن إسرائيل عالقة في غزة وتخسر الحرب والردع والأسرى.
وأوضح المسؤولون أن نتنياهو يحاول عمدا نسف المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين الذين تحتجزهم حركة حماس من خلال الإصرار على بقاء محور فيلادلفيا تحت سيطرة إسرائيل.
وأضافوا أن إسرائيل عالقة في غزة وغير قادرة على تحقيق أحد الأهداف الأساسية للحرب، مشيرين إلى أنه “إذا كان ممر فيلادلفيا مهما للغاية، فلماذا انتظرنا 8 أشهر منذ بدء الحرب للاستيلاء عليه؟!”.
ونقلت “إيه بي سي” عن مسؤولين إسرائيليين قولهم “نشعر بالقلق من أن ترسانة حزب الله المقدرة بأكثر من 100 ألف صاروخ وقذيفة قد تتسبب في أضرار واسعة النطاق في جميع أنحاء إسرائيل”.
كما قال مسؤول إسرائيلي كبير إن من سماهم صقور إسرائيل الذين يطالبون بالحرب مع حزب الله لا يدركون مدى صعوبة حصول إسرائيل على مجموعات الذخائر الهجومية المباشرة المشتركة “جدام” (JDAM)، اللازمة لتحويل ما يسمى بالقنابل “الغبية” إلى أسلحة موجهة بدقة تستخدم إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) لضرب الهدف.
وأوضح مسؤولون إسرائيليون -وفق الشبكة- أن إسرائيل تعهدت بالانتقام من إطلاق الحوثيين صاروخا وتحقق في كيفية تمكن الحوثيين من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية مرتين في غضون شهرين، ورجحوا أن يستمر الحوثيون في الهجوم بغض النظر عن وقف إطلاق النار من جانب حركة حماس.
تخبط واستنزاف
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه يعلون إن إسرائيل تتخبط في حرب استنزاف ولن تتمكن من الانتصار في 7 جبهات، وذلك بعد أن دعا يعلون في وقت سابق جميع القادة السياسيين والأمنيين السابقين إلى صياغة طلب موحد يدعو لاستقالة نتنياهو، والذهاب إلى انتخابات مبكرة.
ومنتصف الشهر الماضي، قال الرئيس السابق لشعبة العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي اللواء يسرائيل زيف إن إسرائيل عالقة في “مستنقع” غزة وتنزف وعليها الخروج منه في أقرب وقت ممكن، مؤكدا أن مزاعم نتنياهو بالبقاء في محور فيلادلفيا لا معنى له في ظل عدم عثور الجيش على أنفاق نشطة هناك.
وأوضح زيف في مقال نشره على موقع القناة الـ12 الإسرائيلية أن “استمرار القتال دون استبدال نظام حكم حركة حماس لا يؤدي إلى أي نتائج حقيقية ويكلف الجنود حياتهم”.
وتتعالى في إسرائيل انتقادات واتهامات بين المستويين السياسي والعسكري، في ظل مظاهرات متكررة لأهالي الأسرى تطالب بإبرام صفقة تبادل الأسرى وتهاجم الحكومة ورئيسها نتنياهو الذي يصر على ما يسميه تحقيق أهداف الحرب التي بلغت يومها الـ347 مخلّفة عشرات آلاف الشهداء والجرحى ومجاعة متفاقمة تخيّم على القطاع المحاصر.