21/9/2024–|آخر تحديث: 21/9/202402:39 م (بتوقيت مكة المكرمة)
قال مدير مكتب الجزيرة في رام الله وليد العمري إن إسرائيل ترى أنها من عملياتها المتتالية في الأيام الأخيرة ضد حزب الله اللبناني، قد بعثت برسالة واضحة وهي: تغيير قواعد، وأنه لم يعد أمامها أي خطوط حمر.
وكان حزب الله قد نعى قائدين عسكريين و14 مقاتلا قضوا في الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية أمس الجمعة، ويتعلق الأمر بالقائد أحمد وهبي الذي تولى مسؤولية “قوة الرضوان” حتى مطلع 2024، والقائد العسكري إبراهيم عقيل.
وتوعد حزب الله في وقت سابق إسرائيل “بحساب عسير” ردا على هجوم تسبب في تفجير آلاف من أجهزة “البيجر” اللاسلكية في لبنان، التي يعتمد عليها الحزب في اتصالاته، مؤكدا أنه سيواصل في الوقت ذاته عملياته اليومية لمساندة قطاع غزة في مواجهة الحرب الإسرائيلية.
وبحسب وليد، ترى إسرائيل أنها نجحت من خلال الضربات التي وجهتها لحزب الله على مدار الأيام الأخيرة، في تحقيق “إنجازات هائلة”، وفي تغيير قواعد الاشتباك، وأن الرسالة التي تبعث بها أنه لم يعد أمامها خطوط حمر لمواصلة حربها، وأن على حزب الله أن يختار: إما أن يوقف حرب الاستنزاف بشكل نهائي ويفصل معادلته عن قطاع غزة، ويقبل بما تسميه إسرائيل المنحى الأميركي للتسوية السياسية في لبنان.
أما الخيار الثاني، فإن إسرائيل ستمضي في عملياتها ضد لبنان، حتى لو وصلت لحرب شاملة في المنطقة.
ووفق تصريحاتهم، يعتقد الإسرائيليون أنهم نجحوا في القضاء على القيادة العسكرية لحزب الله ممثلة في قيادة “قوة الرضوان”، وأنهم “أسقطوا بذلك مخططا كانوا يدرسونه وينوون وضعه حيز التنفيذ لبدء شن عمليات غزو برية في منطقة الجليل، على غرار ما فعلته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.
كما تعتبر إسرائيل أن الضربات التي وجهتها لحزب الله من شأنها أن تكون رادعة له وتمنعه عن مواصلة عملياته، وربما تجبره على الفصل بين الموقف على الجبهة الشمالية ودعمه وإسناده لقطاع غزة، وتوقع وليد أن تستمر إسرائيل في عملياتها خلال الأيام المقبلة.
ولفت مدير مكتب الجزيرة -في مداخلته على قناة الجزيرة- إلى أن القيادة العسكرية الإسرائيلية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أرادا من خلال إعلانهما رسميا عن تصفية قيادة “قوة الرضوان” التابعة لحزب الله، أن يبعثا برسالة مفادها أن إسرائيل قادرة على الاستمرار في الحرب ضد لبنان خلال المرحلة المقبلة.
وبشأن الأنباء التي نقلتها الإذاعة الإسرائيلية فجر اليوم حول عملية اغتيال عقيل، قال إنها قد جاءت بناء على معلومات استخباراتية من مصدر موثوق -حسبهم- أفاد بأن عقيل يستعد لترؤس اجتماع مع قيادة الرضوان، ووضعت الخطة واتخذ القرار، وصادق عليه بسرعة رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي بسرعة، وصدر البيان الأول عن الجيش الإسرائيلي، ثم عن رئيس هيئة الأركان ووزير الدفاع يوآف غالانت، ثم عن نتنياهو.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن خطة الاغتيال تم تحديد موعدها ووضعت حيز التنفيذ في وقت قصير وصدّق عليها رئيس هيئة الأركان، مشيرة إلى أن مصدرا استخباراتيا موثوقا نقل معلومة بشأن اجتماع قادة فرقة الرضوان جعلت الجيش ينفذ عملية الاغتيال.