قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن عودة عمليات كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في رفح جنوبي قطاع غزة أمر طبيعي، مشيرا إلى أن المقاومة لا تزال قادرة على القتال إذا توفرت لها مسافة الصفر.
وكانت القسام أعلنت -في بيان لها- استهداف مقاتليها منزلين كان بداخلهما عدد من جنود الاحتلال بـ4 قذائف مضادة للأفراد والتحصينات، مما أوقع قتلى وجرحى شرق حي التنور في رفح.
وفي الآونة الأخيرة، تواترت عمليات كتائب القسام في رفح، وأسفرت إحدى العمليات عن مقتل 4 عسكريين إسرائيليين بينهم ضابط، وذلك رغم ادعاء الجيش الإسرائيلي أنه قضى على لواء القسام في المدينة.
وأوضح الدويري -في تحليل للمشهد العسكري- أن رفح لا تزال ضمن المرحلة الأولى من العمليات العسكرية الإسرائيلية، لكن إعادة انتشار قوات الاحتلال حرمت المقاومة من القتال في عديد من المناطق، باستثناء حي التنور وتل السلطان.
وأشار الخبير العسكري إلى أنه عندما تتاح للمقاومة فرصة القتال من المسافة صفر، نشاهد أحداثا رئيسية كما جرى مؤخرا من استهداف القسام 3 ناقلات جند إسرائيلية ودبابة، إضافة إلى محاولة السيطرة على آلية عسكرية تركت مفخخة.
وبخصوص تصريحات الجيش الإسرائيلي بشأن تفكيك كتيبة رفح والقضاء على مجموعة كبيرة من الأنفاق، شكك الدويري في صحة هذه الادعاءات قائلا إنه بوصفه متابعا للأحداث منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول حتى هذه اللحظة، فإنه لا يتوقف كثيرا أمام تصريحات جيش الاحتلال، لأنها في معظم الحالات لا تنسجم مع الواقع الميداني.
وأضاف أن المقاومة في غزة أعادت بناء قوتها في البعدين البشري والمادي، مستشهدا بأمثلة عديدة على عدم دقة تصريحات الجيش الإسرائيلي، مثل إعلانه المتكرر عن إنهاء العمليات في مناطق مختلفة من القطاع، ثم العودة إليها مرات عدة.
المسافة صفر
وفي ما يتعلق بتطور عمل المقاومة في رفح، أوضح الدويري أن القوات الإسرائيلية أعادت انتشارها بعد إعلانها تفكيك لواء رفح والقضاء على كتيبة تل السلطان، لكنها بقيت في ممر فيلادلفيا وتقوم بعمليات توغل بين فترة وأخرى.
وأضاف أن هذه التوغلات تمنح المقاومة فرصة القتال من مسافة صفر، حيث تكون الأسلحة المضادة المباشرة فعالة في مدى 100 متر.
وعن السيناريوهات التي تعتمدها المقاومة في استهداف المنازل، أوضح الدويري أن الأمر يعتمد على إذا ما كانت قوات الجيش داخل المبنى أو في طريقها إليه.
ففي حالة وجودها في الطريق، تكون هناك عمليات كمائن وحشوات، أما إذا كانت داخل المبنى، فيتم دراسة تموضع قوات العدو وتحديد اتجاهات العمل قبل تنفيذ العملية، حسب الدويري.
وفي سياق متصل، تطرق الدويري إلى الترابط بين جبهات المقاومة، خاصة جبهة حزب الله وغزة، مشيرا إلى أن جبهة لبنان بقيت جبهة مساندة وقدمت الكثير في التعامل مع جيش الاحتلال وخففت الضغط عن غزة.
وفي إشارة إلى نعي القسام للقيادي في حزب الله إبراهيم عقيل، أكد الدويري أن غيابه سيؤثر، ولكن بشكل مرحلي، إذ يفترض وجود بديل أو نائب ربما لا يكون بنفس الخبرة والمحتوى المعرفي لإدارة المعركة، لكن يمكن تدارك الأمر بعد فترة من الوقت.