طرح محللون سياسيون وعسكريون -تحدثوا لقناة الجزيرة- تساؤلات كثيرة بشأن تداعيات اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، على لبنان وعلى المنطقة العربية.
وأكد حزب الله مقتل أمينه العام، في الغارات التي استهدفت، مساء أمس الجمعة، مقر القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وتساءل الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا عما إذا كانت إسرائيل ستقدم على عملية هجوم بري على لبنان، وهل هي قادرة على الدخول؟ وربط ذلك بمدى جهوزية حزب الله في التصدي لذلك في المنطقة الشمالية.
وفي حال دخلت إسرائيل إلى لبنان، فإلى أي عمق؟ وهل هي قادرة على البقاء؟ وأشار حنا أنه في حال قبل حزب الله بشروط الاحتلال فلن يقدم على الهجوم البري.
غير أن العميد حنا أوضح أنه حتى الآن لا يوجد مؤشر على أن إسرائيل ستنفذ الهجوم البري، رغم الحشد العسكري الذي قامت به.
وخلص إلى أن المرحلة المقبلة ستكون نقطة تحول أساسية، وستكون هناك تداعيات داخلية وإقليمية بعد اغتيال نصر الله، لأن حزب الله يندرج ضمن منظومة مركزها الأساسي في إيران.
ومن جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الدكتور حسن أيوب أن الكثير من الأمور ستتغير ولن تأخذ الكثير من الوقت، في ظل تصعيد الاحتلال لعدوانه وحربه ضد حزب الله وخاصة اغتيال أمينه العام.
وقال إن إسرائيل “ذاهبة إلى أبعد مدى لتصفية حسابها بالكامل مع لبنان وحزب الله وخلق منطقة عازلة في الجنوب اللبناني وربما تستطيع أن تستنسخها في قطاع غزة”.
ورجح أن إسرائيل مقبلة أغلب الظن على عملية برية تجتاح خلالها جنوب لبنان وتصل إلى نهر الليطاني وربما إلى أبعد من ذلك.
وأضاف أن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وإلقاءه 85 قنبلة على أحياء سكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، لهما دلالة شديدة الوضوح بشأن ما سيمكن أن تقوم به إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.
واستبعد الكاتب والمحلل السياسي، فيصل عبد الساتر أن يؤثر رحيل نصر الله على حزب الله، لأنه لا يعتمد على شخص وأشخاص، كما قال.
ومن جهته، قال الكاتب اللبناني جورج علم إن هناك صفحة جديدة تفتح على مستوى حزب الله وعلى مستوى المقاومة وعلى مستوى لبنان وأيضا الإقليم، وذكر أن الكلمة الفصل الآن هي بيد من يدير محور المقاومة وهي طهران، وكيف سيكون موقفها مع هذا المستجد؟ وهل ستلجأ إلى تكتيك معين؟
وعلى مستوى لبنان، تساءل جورج علم عما إذا كان لبنان سيلجأ إلى إعادة النظر في إستراتيجية دفاعية واضحة، لكي يعيد بناء مؤسساته ضمن سياسة واضحة.
كما تساءل عما إذا كان اغتيال الاحتلال لنصر الله سيؤدي على مستوى الإقليم إلى مواجهة كبرى.