تظهر الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 انقساما واضحا في نهج السياسة الخارجية، حيث تبرز مواقف كل من كامالا هاريس نائبة الرئيس، والرئيس السابق دونالد ترامب اختلافات جذرية في كيفية تعامل الولايات المتحدة مع القضايا العالمية مثل أوكرانيا والشرق الأوسط وإيران والصين.
وتواصل هاريس، المرشحة الرئاسية عن الحزب الديمقراطي، دعم الإدارة الأميركية الحالية لأوكرانيا في مواجهة الحرب الروسية عليها. وقد أكدت على “دعم واشنطن الثابت” للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بما يتماشى مع النهج الذي اتبعه الرئيس جو بايدن في قيادة تحالف دولي لدعم كييف.
في المقابل، يعتقد ترامب – المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري – أن هذه الحرب “ما كان ينبغي أن تحدث”، متعهدًا بإنهائها دون تقديم تفاصيل محددة حول كيفية تحقيق ذلك. كما انتقد إنفاق واشنطن مبالغ طائلة على دعم أوكرانيا، مشيدا بعلاقته السابقة “الجيدة للغاية” مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
الدفاع عن إسرائيل
وتدافع هاريس عن حق إسرائيل في “الدفاع عن نفسها” وتؤيد إرسال المساعدات العسكرية الأميركية لها، لكنها في الوقت نفسه تؤكد أنها لن “تصمت” أمام معاناة الفلسطينيين. كما أنها تدعم جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة ولبنان وتفضل المسار الدبلوماسي.
من جهته، يقول ترامب إن الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي لم يكن ليحدث لو كان في منصب الرئاسة.
ويعد الرئيس السابق بإعادة “السلام العالمي” حال فوزه، ويتهم هاريس بأنها “تكره إسرائيل” وأن سياساتها قد تعرض وجود إسرائيل للخطر.
أما بشأن إيران، فيتهم ترامب إدارة بايدن بالسماح لطهران بـ”الإثراء” على الرغم من العقوبات، ويؤكد أن “ضعف” الإدارة أتاح لإيران مهاجمة إسرائيل مرتين خلال العام الحالي. وتوعد ترامب بـ”تدمير” إيران إذا تعرض مرشح أميركي للأذى من قبل طهران.
ويرى كلا المرشحين أن الصين هي الخصم الإستراتيجي الرئيسي للولايات المتحدة. وبينما تهدف هاريس للحفاظ على سياسة بايدن الحالية لتحقيق الاستقرار في العلاقات مع بكين، يعرض ترامب موقفا أكثر عدوانية تجاه الصين، لكنه يشكك في دعم الولايات المتحدة لتايوان في حال تعرضت لغزو صيني.
وتشيد هاريس بإعادة إرساء تحالفات الولايات المتحدة مع شركائها الدوليين، وخاصة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، خلال ولاية بايدن.
في المقابل، شهدت ولاية ترامب انسحاب واشنطن من العديد من الاتفاقيات المتعددة الأطراف، بما في ذلك اتفاقيات المناخ والبرنامج النووي الإيراني. كما شجّع بوتين على “فعل ما يريده” إذا لم تفِ الدول الأعضاء في الناتو بالتزاماتها المالية.
وستحدد نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة إلى حد كبير النهج الذي ستسير فيه الولايات المتحدة بشأن سياساتها الخارجية.