قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور خليل العناني إن الولايات المتحدة الأميركية لم تعد قوة عظمى مؤثرة في سياسات المنطقة، مشيرًا إلى أن المنطقة قد تشهد تغيرات إقليمية كبيرة.
وأوضح العناني في مداخلة عبر قناة الجزيرة أن الولايات المتحدة أصبحت أشبه بدولة صغيرة من حيث النفوذ والتأثير، رغم قوتها العسكرية والاقتصادية.
وقال: “نحن لم نعد إزاء دولة عظمى مؤثرة في سياسات المنطقة. نحن وكأننا إزاء دولة صغيرة ليس بالمعنى العسكري أو الاقتصادي، ولكن بمعنى النفوذ والتأثير”.
واستحضر العناني لحظة حرب السويس عام 1956، التي شهدت أفول بريطانيا كقوة عظمى، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي للولايات المتحدة مشابه بشكل أو بآخر لما حدث لبريطانيا.
وأضاف أن المنطقة تشهد “إسرائيل جديدة” مختلفة عما كانت عليه سابقًا، واصفًا الإقليم بأنه “مختلف تمامًا” مع وجود قوى دولية مختلفة.
وأشار المحلل السياسي إلى وجود مخطط لإعادة بناء النظام الإقليمي من خلال وجود إسرائيل كقوة مهيمنة، وليس فقط كقوة رادعة، وقال في هذا السياق ” نحن انتقلنا من مرحلة الردع إلى مرحلة القوة المهيمنة”.
وأكد العناني أن الولايات المتحدة قدمت كل ما تستطيع لدعم المشروع الإسرائيلي في المنطقة العربية، لافتا إلى وجود أصوات داخل إدارة جو بايدن وخارجها تطالب باستمرار الحروب وبأن يكون بايدن في “المقعد الخلفي للقيادة”.
وأضاف أن هناك محاولات لإنشاء نظام إقليمي جديد، لكنه عبر عن عدم اعتقاده بنجاح هذا المخطط، مرجعا ذلك إلى أن هذا المخطط يأتي على حساب شعوب المنطقة العربية والتي لن تقبل به حتى وإن قبلت به بعض الأنظمة العربية.
وأكد العناني أن المنطقة تشهد “لحظة تاريخية فارقة” ستؤثر على مستقبلها، مشددًا على أهمية مراقبة التطورات المقبلة بدقة، في ظل التغيرات الجذرية التي تشهدها المنطقة والتحولات في موازين القوى الإقليمية والدولية.